قالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليز لايا، اليوم الأربعاء، بأن السيادة الإسبانية على مدينتي سبتة ومليلية ليست في خطر ولن تكون في خطر، خلال ردها على سؤال تقدمت به نائبة برلمانية عن حزب "فوكس" المتطرف حول الخطر الذي يشكله المغرب على هاتين المدينتين. وحسب وكالة أوروبا بريس للأنباء، أضافت غونزاليز في معرض ردها على نائبة الحزب المعارض للحكومة بأن الخطر على السيادة الإسبانية بشأن سبتة ومليلية لا يوجد ولم يكن ولن يكون، مضيفة "بأن هناك الكثير مما يفرقنا، لكن بالتأكيد ليس بشأن السيادة الإسبانية على سبتة ومليلية". وكانت النائبة البرلمانية عن حزب فوكس، ماريا تيريزا لوبيز ألفاريز، قد طرحت سؤالا حول مدى صلابة السيادة الإسبانية على سبتة ومليلية في ظل ردود الفعل الإسبانية الضعيفة إزاء ما وصفته بالابتزازات المغربية للمدينتين، ومحاصرتهما بعدد من القرارات، والسماح لآلاف المهاجرين لدخول سبتة في الأسابيع الأخيرة. ولم تقتنع نائبة فوكس بردود الوزيرة الإسبانية، حيث طالبت بتقديم دلائل على الأفعال وليس مجرد الكلام، مرددة مرة أخرى بأن إسبانيا تلقت العديد من الضربات من طرف المغرب مؤخرا دون أن تكون هناك ردود فعل إسبانيا قوية، فردت عليها وزيرة الخارجية، بأن هذا التدخل قد يكون كل شيء إلا أن يُسمى "تدخلا وطنيا"، مضيفة بأن آخر ما تحتاجه إسبانيا الآن هو التفرقة. وشددت أرانشا غونزاليز على أن الأزمة مع المغرب تتطلب السرية والفعالية من أجل تجاوز الخلاف الذي نشب بين البلدين منذ أبريل الماضي، بعد افتضاح قضية استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي على ترابها، بالرغم من أنه مطالب للقضاء الإسباني، ودون علم المغرب الذي اعتبر أن هذه الخطوة ضربة لعلاقات حسن الجوار. وبالرغم من أن إبراهيم غالي رحل عن التراب الإسباني بعد الاستماع إليه من طرف المحكمة العليا بشأن جرائم ضد حقوق الإنسان، إلا أن الأزمة الديبلوماسية بين الرباط ومدريد، لم تصل إلى نهايتها، ولازال الوضع المتجمد في العلاقات قائما إلى حدود الساعة. وتسببت الأزمة الديبلوماسية في إلغاء عملية "مرحبا" المخصصة لعبور الجالية المغربية عبر التراب الإسباني، حيث قرر المغرب السماح لدخول الجالية عبر التراب الفرنسي والإيطالي فقط، مع السماح فقط للرحلات الجوية عبر المطارات من إسبانيا دون الاعتماد على التنقل البري والبحري. وشكل قرار المغرب إلغاء عملية العبور مع إسبانيا صدمة لكثير من المدن الإسبانية الجنوبية، التي كانت تنظر فصل الصيف لتنظيم عملية العبور، بالنظر إلى ما تدره هذه العملية من أرباح تُنعش العديد من القطاعات، كالفنادق والمطاعم ومحطات البنزين وغيرهم.