أكد السفير السويسري بالرباط، غيوم شيرر أن المغرب وسويسرا مدعوان إلى السعي إلى التواجد في كامل القارة الإفريقية مستفيدين في ذلك من موقع المملكة كمنصة للانطلاق نحو إفريقيا. وقال شيرر، في حوار خص به قناة (إم 24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة مرور مائة عام على الوجود السويسري بالمغرب، إن "الصفحة المقبلة التي يجب كتابتها معا، تتمثل في السعي إلى التواجد في كامل القارة السمراء مستفيدين في ذلك من المغرب كمنصة للانطلاق". وأكد أن إفريقيا هي قارة المستقبل، وهناك قبول على نطاق واسع بأن المغرب بوابة متميزة للولوج بفعل موقعه الجغرافي والجيو-استراتيجي، ولكن أيضا بفضل تاريخه العريق وعلاقاته الثقافية والدينية مع عدد من البلدان الإفريقية، مبرزا أن المقاولات المغربية "حاضرة بقوة بإفريقيا"، لاسيما في قطاعات الأبناك والبناء والسياحة. وبعد أن أكد أن هناك إمكانات هائلة للنمو والتنمية يتوجب استغلالها على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، رحب شيرر، في هذا السياق، بالحضور "الجيد جدا" للمقاولات السويسرية بنحو 60 وحدة نشطة بالمملكة، مما يضمن، على الخصوص، نقل المعرفة وإنشاء نظام تكوين بها، حيث توفر أزيد من 10 آلاف من مناصب الشغل ذات القيمة المضافة العالية والدخل الجيد. ولدى تطرقه للعلاقات الاقتصادية الثنائية، أشار شيرر إلى ثلاث اتفاقيات أساسية من شأنها تعبيد الطريق للمقاولات السويسرية نحو محيطها الدولي. ويتعلق الأمر باتفاقية حماية الاستثمارات وتشجيعها، واتفاقية الازدواج الضريبي، واتفاقية التبادل الحر. وقال في هذا السياق إن هذه الاتفاقيات غير المبرمة مع كل البلدان، هي أفضل ما يمكننا توقيعه مع بلد متقدم اقتصاديا مثل المغرب". وأشاد السفير بجودة العلاقات التي تجمع بين الرباط وبيرن، مبرزا أنه على مدى المائة سنة الماضية تميزت هذه العلاقات بالتنوع والغنى، وقيامها على الاحترام المتبادل. وتابع أنه "في ضوء علاقاتنا، نتوفر على إطار سياسي متين ومكثف ومؤسس على الثقة"، مذكرا بزيارات قادة سامين سويسريين إلى المغرب. على صعيد آخر، شدد الدبلوماسي على أن العمل الذي أنجزته اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي تمت متابعته باهتمام في بيرن "ونحن استنتجنا أن هناك تقاربا في الاستنتاجات"، موضحا أن "محاور ذات أولوية وأوراش ورهانات المستقبل تتوافق تماما مع الأولويات السويسرية التي نرغب في تنفيذها في المغرب". وأبرز، في هذا الصدد، أن الأمر يتعلق بمجالات الابتكار والمقاولات ذات القيمة القوية المضافة والتكوين والتكنولوجيات الجديدة والطاقات المتجددة. وفي ما يتعلق بالتبادل الحر، أفاد السفير السويسري بأن البلدين تجاوزا في 2019، ولأول مرة، حاجز 600 مليون أورو كقيمة لحجم المبادلات التجارية، موضحا أن المغرب يعد الشريك التجاري الثالث لبلاده في إفريقيا. وتحتفل سويسرا التي فتحت أول قنصلية لها في المملكة سنة 1921 بالدار البيضاء، هذا العام بالذكرى المائوية للوجود الدبلوماسي السويسري بالمغرب. وقد تم اختيار الابتكار كشعار رئيسي لمختلف الأنشطة المرتبطة بهذا الحدث والتي سطرتها بتعاون مع كل من أكاديمية المملكة المغربية وأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات.