كشف ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، أن المغرب "يتخذ احتياطاته" بخصوص "التهديدات الإيرانية" الموجهة ضد أمن المواطنين المغاربة، موردا أن طهران لا زالت مستمرة في تدريب وتسليح عناصر جبهة "البوليساريو" الانفصالية، وأضاف خلال استضافته من طرف لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارا ب"آيباك"، ، أن تبادل الزيارات بين المسؤولين البارزين المغاربة والإسرائيليين ستنطلق قريبا. وخصصت المنظمة التي تقود اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة حيزا مهما من حوارها مع بوريطة للملف الإيراني، حيث تساءلت عن إمكانية التنسيق لمواجهة تهديدات طهران، وهو الأمر الذي أكده الوزير المغربي الذي قال إن الكثيرين يسمعون بالتهديد النووي الإيراني، لكن عليهم أن يعرفوا أيضا أن إيران وحزب الله يهددان منطقة شمال وغرب إفريقيا، مبرزا أن دعم النظام الإيراني لمسلحي البوليساريو يشكل مساسا بالوحدة الترابية للأراضي المغربية. وقال وزير الخارجية إن طهران تمنح الأسلحة والتدريب لميليشيات الجبهة الانفصالية لتهديد المغرب، في الوقت الذي تنتشر فيه عناصر "حزب الله" الشيعية الموالية لها في منطقة الغرب الإفريقي، لكنه في المقابل أكد أن المغرب "منتبه" لهذه التهديدات ويعمل على التنسيق مع حلفائه لمواجتها، مشددا على أن إيران وحزب الله والبوليساريو توجد في صف واحد لزعزعة استقرار المغرب من خلال قضية الصحراء. ومن ناحية أخرى، تطرق بوريطة بشكل ضمني للاعتراف الرئاسي الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الذي وقعه الرئيس السابق دونالد ترامب، حين تحدث عن الاتفاق الثلاثي الموقع في الرباط بين المغرب والولاياتالمتحدة وإسرائيل، مشددا على احترام الرباط له والاستمرار في تنزيل بنوده، كما ذكر بأنه بنوده "ملزمة" للأطراف الثلاثة، وهو الكلام الذي يأتي في سياق جديد يتميز بوصول الرئيس جو بايدن للبيت الأبيض. وأكد وزير الشؤون الخارجية المغربي على أن المغرب وإسرائيل سيتبادلان الزيارات الرسمية رفيعة المستوى في المستقبل القريب، وذلك بعد افتتاح تمثيليتين دبلوماسيتين بينهما تتمثل في مكتبي الاتصال في كل من الرباط وتل أبيب، واللذان دخلا حيز العمل فعليا الآن، بالإضافة إلى وجود شراكات وفرق عمل بينهما تشتغل في عدة مجالات بما فيها المجالان الأمني والدبلوماسي، خالصا إلى أن المغرب "صادق في التزاماته وسيذهب إلى أبعد مدى في تطوير التعاون مع إسرائيل".