يعرف سوق اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في العالم، خلال الأسابيع الأخيرة، تغيرات وتطورات عديدة، نتيجة رغبة البلدان الغربية، وعلى رأسها أوروبا وأمريكا في الاستئثار بأكبر حصص جرعات اللقاح، وهو الأمر الذي سيكون له تأثير على وصول شحنات اللقاح إلى بلدان أخرى، مثل المغرب، الذي أبطأ حملة التلقيح عند 4 ملايين شخص فقط. ويعتمد المغرب في حملته الوطنية بشكل رئيسي على لقاح أسترازينيكا-أكسفورد الذي يتم إنتاجه في الهند، حيث تمكن من تأمين 7 ملايين جرعة منه إلى حد اليوم، إلى جانب مليون جرعة من لقاح سينوفارم، وبالتالي فإن المغرب لا يستطيع تلقيح أكثر من 4 ملايين شخص، بالنظر إلى أن كل فرد يحتاج إلى جرعتين من اللقاح. ولم تُعلن السلطات الصحية في المغرب، وعلى رأسها وزارة الصحة، عن قدوم شحنة جديدة من اللقاحات في الأيام المقبلة، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تتوقف حملة التلقيح في المغرب عند سقف 4 ملايين شخص، واتمام حملة إعطاء الجرعة الثانية، في انتظار وصول شحنات جديدة من لقاحات فيروس كورونا المستجد. وبالنظر إلى السياق العالمي والتغيرات المرتبطة بلقاحات فيروس كورونا، فإن لقاح أسترازينيكا من المحتمل أن يتأخر على المغرب، بسبب خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قرر إعطاء الضوء الأخضر لشركة فايزر الأمريكية للرفع من الانتاج. وفي هذا السياق، أوضح المدير التنفيذي، أدار بونوالا، لمعهد السيروم الهندي المتخصص في إنتاج لقاح أسترازينيكا أكسفورد، والمزود الرئيسي باللقاحات للمغرب، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أوقفت تصدير العديد من المواد الأولية التي يستعملها المعهد في إنتاج لقاحات أسترازينيكا، كالزجاجات، وأغطيتها، ومواد أخرى، وبالتالي، فإن وتيرة الانتاج ستعرف بعض التعثرات. ويرجع سبب إيقاف الولاياتالمتحدةالأمريكية تصدير تلك المواد الأولية، إلى توجيهها لشركة فايزر الأمريكية من أجل الرفع من وتيرة انتاج اللقاحات لتأمين ما يكفي من الجرعات لتلقيح المواطنين الأمريكيين، وهو ما سيكون له تأثير على باقي مصنعي اللقاحات في العالم، وخاصة معهد السيروم. وقال أدار بونوالا، بأنه في حالة إذا كان العالم يحتاج لرفع وتيرة إنتاج اللقاحات من أجل التصدي لوباء كورونا، يجب تسهيل وصول المواد الأولية ومشاركتها بين الجميع. وتنضاف خطة بايدن إلى رغبة الهند أيضا في الحصول على أكبر عدد من جرعات اللقاح لتقليح مواطنيها، وبالتالي فإن بلدان مثل المغرب، قد تعرف تأخرا في وصول شحنات اللقاح في الأيام المقبلة، وهو ما قد يدفع المغرب إلى التركيز على تحصين 4 ملايين مواطن، في انتظار شحنات مقبلة، سواء من الهند أو الصين.