تفاجأت السلطات الإسبانية بأسراب الطائرات العسكرية المغربية والأمريكية والسفن الحربية بما فيها حاملات الطائرة، وهي تحيط بجزر الكناري، بعدما لم يتم إخبارها بموعد إجراء المناورات العسكرية المشتركة التي انطلقت هذا الأسبوع في إطار عملية "مصافحة البرق"، التي احتضنتها السواحل الأطلسية المغربية على مشارف منطقة الصحراء وعلى بعد 50 ميلا من الإقليم الإسباني الذي لا زال يعيش على وقع أزمة مع الرباط بسبب قرارها إتمام ترسيم الحدود البحرية للأقاليم الجنوبية. وأكدت صحيفة "إلبيريوديكو دي أراغون" الإسبانية أن العمليات الجوية فاجأت عناصر المراقبة بمركز التحكم الجوي في إقليم الكناري، والذين لم يكونوا على علم بوجود حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة، حيث لم يعرفوا في البداية مصدر الطائرات التي فوجؤوا بها وهي تحلق فوق أجواء الإقليم، مبرزة أن العمليات شاركت فيها أيضا، إلى جانب حاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور"، 5 مدمرات بحرية أمريكية أبحرت بالقرب من الأرخبيل الإسباني. مواقع انتشار السفن العسكرية وتحليق الطائرات وجرت المناورات ما بين سواحل إقليمأكادير في المغرب وجزيرة لانثاروتي التابعة لإقليم الكناري، وجرى نشر الأسطول الأمريكي السادس على بعد 100 ميل (حوالي 161 كيلومترا) من الطرف الشرقي للأرخبيل الإسباني، وهو الأمر الذي كانت له فائدة على هذا الأخير كون أن التدريبات العسكرية تمت بالقرب من المرر البحري الذي تستخدمه شبكات الهجرة السرية للوصول إلى الجزر ما أدى إلى خفوت نشاطها. وكان من الطبيعي أن تسبب هذه التدريبات ارتباكا لدى السلطات الإسبانية، حيث إنها تأتي في ظل تخوف معلن من الحكومة الإقليمية للكناري من إتمام المغرب تنزيل القوانين المتعلقة بترسيم الحدود البحرية التي صادق عليها البرلمان المغربي في يناير من العام الماضي، خاصة وأن الملك محمد السادس كان قد شدد في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء في 7 نونبر 2020 أن هذه العملية جرت وفق مبادئ القانون الدولي. ويوم أول أمس الأربعاء أعلنت السفارة الأمريكية أن هذه التدريبات العسكرية تشارك فيها حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" وفرق من البحرية الأمريكية، إلى جانب فرق من القوات البحرية الملكية المغربية والقوات الجوية الملكية المغربية، مبرزة أنها تشمل التمرن على الحرب السطحية بين السفن، والحرب المضادة للغواصات المائية، والحرب الجوية والهجومية، والقيام بالدعم اللوجستي المشترك، وعمليات الاعتراض البحري.