قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في لقائه الدوري مع الصحافة الجزائرية، وهو اللقاء الذي تم بثه على القنوات الجزائرية مساء أمس الإثنين، أن 97 بالمائة من الإشاعات التي تستهدف الجزائر تأتي من "جيراننا" في تلميح إلى المملكة المغربية. وصرح تبون قائلا "نحن نعرف من أين تأتي هذه الإشاعات، ف97 بالمائة منها تأتي من الخارج، وأنتم تعرفون من المقصود... يوجد هناك 98 موقعا إلكترونيا يأتون من جهة جيراننا وينشرون من فرنسا وإسبانيا" مشيرا إلى "أننا نملك الوسائل لمعرفة تلك المواقع ونتابعهم"، قبل أن يختم قائلا "الله يهديهم وخلاص". وبدا واضحا من خلال كلام تبون، أنه يقصد المغرب والمواقع الإلكترونية الإخبارية المغربية، بالقول "جيراننا"، خاصة في ظل التوتر الحاصل بين البلدين منذ شهور، مُتهما إياها بنشر الإشاعات التي تستهدف الجزائر، كما أشار إلى أنها نشرت الإشاعات عندما كان يمر بأزمة صحية خلال مرحلة العلاج في ألمانيا. وحسب عدد من المتتبعين، فإن هذا التصريح من تبون يدخل في إطار الحرب الإعلامية الجزائرية المستمرة على المغرب، ومحاولة تصريف الأزمات الداخلية التي تعيشها البلاد وإلصاق أسبابها بالجار المغربي، بالرغم أن المشكل الحقيقي يوجد في الطبقة الحاكمة في الجزائر التي استحكمت على مقدرات البلد وخيراته وجعلت الشعب يعاني العديد من الأزمات الاجتماعية. كما أن ذات المصادر، أشارت إلى نسيان عبد المجيد تبون، للإشاعات الكثيرة التي نشرتها ولازالت تنشرها وسائل إعلام جزائرية عن المغرب، ومن أبرزها اصطناع حرب وهمية في الصحراء بين البوليساريو المغرب وتهويل ما يجري هناك من أجل استقطاب أنظار العالم، وهو المخطط الذي لم يؤتي أكله. وأضاف المتتبعون أن الجزائر لازالت إلى اليوم تواصل نشر دعايات وإشاعات الهدف منها إحباط جميع محاولات المغرب الهادفة لإنهاء مشكل الصحراء المغربية، وتصر على دعم كيان وهمي يحلم بإنشاء دولة -لم يكن لها وجود في الأصل- تحت مسمى كاذب وهو قضية تصفية أخر استعمار في القارة الإفريقية. ويعتبر الكثير من المتتبعين، ومن بينهم جزائريون، بأن السلطة الحاكمة في أكبر بلد في إفريقيا من حيث المساحة، يجب أن تركز جهودها على إخراج البلد من الأزمات الكثيرة التي يعيشها بدل استنزاف خيرات الجزائر لدعم قاضية محكوم عليها بالفشل منذ بدايتها. وقد زادت هذه المطالب بشكل كبير خلال الحراك الجزائري، خاصة بعد ارتفاع البطالة في أوساط الشباب وارتفاع الهجرة السرية من طرف المواطنين الجزائريين، بالرغم من أن الجزائر بلد يُنتج البترول والغاز وكان من الممكن أن يكون من أكثر البلد تقدما وقوة من الناحية الاقتصاية في شمال إفريقيا، إلا أن جنرالات الجزائر لهم رأي آخر.