سلط المفاوض الأمريكي السابق في الشرق الأوسط، والعضو البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، آرون دافيد ميلر، الضوء على موقف الإدارة الأمريكيةالجديدة التي يقودها جو بايدن، من قرار اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء، في مقال نشره على موقع السي إن إن الأمريكي. وتحدث آرون في مقاله الذي عنونه ب "بايدن يضغط على زر إعادة الضبط مع إسرائيل" على النهج الجديد الذي ينهجه جو بايدن مع إسرائيل، وبالخصوص مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، حيث لمح لوجود اختلاف في أوجه الرؤى بين بايدن ونتنياهو، بشأن معالجة العديد من القضايا المرتبطة بالشرق الأوسط. وفي هذا السياق، قال آرون دافييد ميلر، بأنه قد مضى حوالي شهرا من تولي جو بايدن منصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أنه لحد الآن لم يجر أي اتصال هاتفي مع بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أن البيت الأبيض أعلن الأسبوع الماضي بأن الاتصال بين الطرفين سيتم قريبا دون تحديد موعد لذلك. وأشار صاحب المقال إلى أن عدم اتصال بايدن برئيس وزراء إسرائيل إلى حد الآن، يختلف عن الرئيس السابق، دونالد ترامب، الذي اتصل مباشرة بعد توليه رئاسة الولاياتالمتحدة ببنيامين نتنياهو، كما أن بايدن أعلن مؤخرا بأنه توصل مع رؤساء بلدان وصفها ب"الصديقة لأمريكيا"، وهي كندا واليابان وألمانيا وأستراليا فرنسا وبريطانيا وكورويا الجنوبية، وحتى حلف الناتو، لكنه لم يشر إلى إسرائيل لا من قريب ولا من بعيد. ووفق آرون ميلر، فإن إدارة بايدن تتجه إلى تغيير النهج السابق في تعامل الإدارة الأمريكية مع إسرائيل، وهو نهج يختلف تماما عما سبق مع إدارة دونالد ترامب التي أغدقت على نتنياهو بالكثير من القرارات، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل. غير أن هذا لا يعني، حسب كلام آرون دافييد ميلر، تغيير إدارة بايدن مواقفها الداعمة لإسرائيل، حيث أشار بأن بايدن من المرجح أن يستمر مدعما لإسرائيل والرئيس الإسرائيلي لكن ليس بالضرورة أن يكون مدعما لبنيامين نتنياهو، ما يعني بأن الإدارة الجديدة تفصل بين مواقفها المساندة لإسرائيل والمواقف التي قد تدعم نتنياهو لتعزيز مواقفه في الانتخابات المقبلة. واستدل صاحب المقال عن هذا الكلام، بأن إدارة بايدن دعمت وأشادت باتفاقيات السلام لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والبلدان العربية، كما أنها -حسب قول الكاتب- لم تتراجع عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو الاعتراف الذي يبقى أساسيا لتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وهذا يدل على أن إدارة بايدن تدعم إسرائيل، لكن ليس بالضرورة أن تدعم نتنياهو. ويُستخلص من مقال آرون دافييد ميلر، صاحب كتاب " نهاية العظمة: لماذا لا يمكن لأمريكا أن تمتلك (ولا تريد) رئيسا عظيما آخر"، بأن الإدارة الأمريكيةالجديدة ستواصل دعمها للمواقف والقرارات التي تخدم مصالح إسرائيل، كالإبقاء على الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة لها، والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، لكن بالمقابل لن تقوم بدعم المواقف التي تخدم مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سواء في طموحاته السياسية، أو في الطريقة التي يراها لمعالجة قضايا الشرق الأوسط.