تتراكم المشاكل تواليا على السلطات الإسبانية في مدينة سبتة نتيجة المشاكل الحدودية الجديدة التي أصبحت تعيشها مؤخرا مع تجار المخدرات، فبعد أن عانت خلال الشهور الماضية من تسلل كميات يجري تسريبها عبر طوافات من خلال مياه البحر، ثم من خلال قذف رزم الممنوعات من أعلى السياج الحدودي، وجدت نفسها هذه المرة تواجه عمليات التهريب التي تُستخدم فيها الطائرات المتحكم فيها عن بعد المعروفة ب"الدرون". وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" من مصادر مسؤولة، فإن وزارة الداخلية الإسبانية أخطرت نظيرتها في المغرب بوجود نشاط لتهريب المخدرات من الأراضي المغربية إلى المدينةالمحتلة يعتمد خلالها المهربون على الطائرات المُسيرة الخاصة بعمليات التصوير، حيث يربطون بها كميات من الحشيش ويجري نقلها من على طرفي المنطقة بواسطة جهاز تحكم عن بعد، وهو الأمر الذي جرى اكتشافه مؤخرا. وبالتزامن مع ذلك شرعت عناصر الحرس المدني والشرطة الوطنية الإسبانية في سبتة منذ يوم أمس الاثنين، بعمليات مداهمة ضد المشتبه بتورطهم في القيام بأنشطة التهريب المذكورة، وهي العمليات التي استهدفت حي "برينسيبي" الشعبي الذي تقطنه أغلبية ساحقة من ذوي الأصل المغربي، وأشارت وكالة الأنباء الإسبانية الرسيمة "إيفي" إلى أن الأمر يتعلق ب"منظمة" جرى اعتقال أحد عناصرها مرجعة أن يطال التوقيف أشخاصا آخرين. وكانت الصدفة قد قادت لاكتشاف هذه العمليات الصيف الماضي عندما سقطت طائرة متحكم فيها عن بعد بمنطقة جبلية في سبتة، لتشرع السلطات الإسبانية في تحقيقاتها التي كشفت النقاب عن هذا النشاط الجديد الذي طفا على السطح كأسلوب بديل في تهريب الممنوعات بسبب إغلاق الحدود البرية المفروض من الجانب المغربي منذ 13 مارس 2020، والذي يمكن من تنقيل ما بين 4 إلى 20 كيلوغراما من الحشيش حسب نوع ومتانة وحجم الطائرة. وكانت السلطات المغربية من جهتها قد اكشتفت هذا النوع من عمليات التهريب عن طريق القوات المسلحة الملكية، التي رصدت طائرة "درون" محملة ب5 كيلوغرامات من المخدرات سقطت بشاطئ "الضاويات" بجماعة بليونش التابعة لإقليم المضيقالفنيدق، وذلك في أواخر شهر شتنبر الماضي، الأمر الذي دفع مصالح الدرك الملكي هناك إلى فتح بحث في الموضوع حيث اكتشفت أن الأمر يتعلق بطائرة متطورة يجري إدخال مزيد من التعديلات التقنية عليها لتَحَمُّلِ كميات أكبر من المخدرات وتفادي المراقبة.