كشف تقرير حكومي أمريكي أن المغرب أصبح الزبون الأول للولايات المتحدةالأمريكية في مجال استيراد الأسلحة في إفريقيا خلال العقد الأخير، حيث صار يعتمد على واشنطن لتزويده بشكل شبه تام بالطائرات والمروحيات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي، وهو الأمر الذي تعزز خلال فترة ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، وأصبح يفرض نفسه على سلفه الرئيس الجديد جو بايدن للتشبث بالاتفاقيات الدبلوماسية التي تجمع بلاده بالرباط. ووفق التقرير الصادر عن إدارة التجارة الدولية الأمريكية، الوكالة الحكومية التابعة مباشرة لوزارة التجارة في واشنطن، فإن المغرب قام العام الماضي وحده بشراء سرب مكون من 25 طائرة "إف 16" بميزانمية قوامها 2,8 ملايير دولار، بالإضافة إلى اقتناء سرب من مروحيات "أباتشي" الهجومية مكونٍ من 24 وحدة بقيمة 1,6 مليارات دولار، ليختتم السنة بصفقة اقتناء أنظمة الدفاع الجوي المتطورة "باتريوت" وطائرات الاستطلاع "جي 550". ووفق تقرير لموقع "ديفينسا" المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن المغرب أصبح أهم زبون للصناعات العسكرية الأمريكية في إفريقيا، وينال ثقة واشنطن من أجل تزويده بأكثر الأنظمة الدفاعية تطورا، الأمر التي يتضح من خلال انضمامه إلى قائمة الدول التي تُشغل أنظمة صواريخ "باتريوت" الأمريكية، والتي تضم حلفاء الولاياتالمتحدة وعلى رأسهم إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت، إلى جانب شركائها في حلف "النيتو" مثل ألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا واليونان ورومانيا وبولندا. وفي العام الماضي أصدرت مؤسسة "أنترناشيونال بوليسي" تقريرا عن واردات الأسلحة خلال الفترة ما بين 2015 و2019 والتي كشفت عن أرقام تسير في الاتجاه نفسه الذي سار فيه تقرير إدارة التجارة الدولية الأمريكية وموقع "ديفينسا"، إذ ذكرت أن نسبة الأسلحة التي يستوردها المغرب من الولاياتالمتحدة بلغت 91 في المائة مقابل 9 في المائة فقط أسلحة فرنسية، في حين أن نسبة الأسلحة الأمريكية في الجيش التونسي مثلا لا تتجاوز 48 في المائة. وتمثل هذه المعطيات صمام أمام للاتفاقيات التي تربط المغرب بواشنطن، وتحديدا إعلان الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الذي وقعه الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب وقراره فتح قنصلية لبلاده في مدينة الداخلة، الأمر الذي كان قد كثر الحديث عن مصيره عند انتخاب الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن، باعتبار أن هذا الأخير أعلن رغبته في التراجع عن جملة من قرارات سلفه، وهو ما لم يشمل تلك المتعلقة بالمملكة إلى حدود الساعة. ويوم أمس الخميس نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن وزير الخارجية الأمريكي الجديد، أنتوني بلينكن، تأكيده التزام الولاياتالمتحدةالأمريكية بأمن إسرائيل والعمل معها على تحقيق نجاحات أكبر في "اتفاقيات السلام" التي وقعتها مع الدول العربية ومن بينها المغرب، وهو ما ينسحب مباشرة على الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الذي ارتبط على المستوى التفاوضي بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب.