تعددت عناوين الصحف الجزائرية خلال ال 72 ساعة الماضية، بالعناوين المُحَرّضة على المملكة المغربية، وبمقالات تحمل معطيات كلها مغالطات وأخبار زائفة لا وجود لها على أرض الواقع، مَنقولة عُنوة عن مواقع تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، أو مُعدة مسبقا لاستهداف المغرب "العدو" الأزلي للنظام الجزائري، وللإعلام التابع له. صحيفة "الشروق الجزائرية" كتبت على صدر صفحتها الأولى بالخط العريض مقالا تحت عنوان: "الجيش الصحراوي يعلن قصف مواقع للقوات المغربية". وفي تفاصيل المقال يكتب صاحبه أن "الجيش الصحراوي أعلن، مساء السبت، استمرار قصفه لمواقع تابعة للجيش المغربي في محيط منطقة الكركرات موقعا خسائر في أوساط الجنود َوالعتاد وسط تكتم من قوات المخزن على هذه الأحداث". وزاد صاحب المقال مُؤكدا "أن رئيس لجنة الدفاع والأمن بالمكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو وزير الأمن والتوثيق عبدالله لحبيب البلال أكد أن المعارك العسكرية متواصلة على طول الجدار الرملي؛ حيث حقق الجيش الصحراوي انتصارات مهمة". وفي مقال آخر تحت عنوان: "الأحزاب الجزائرية تتحرك لإسقاط المغرب من الاتحاد الإفريقي"، أكدت الصحيفة المحسوبة على الجيش الجزائري، أن "الطبقة السياسية في البلاد أدانت الاعتداءات المغربية المتكررة على الأراضي الصحراوية المحررة، واصفة ما قام به الجيش المغربي ضد الصحراويين ب "بالتعدي الصارخ والخرق الواضح لاتفاق وقف إطلاق النار". وأضافت "الشروق" أن الأحزاب الجزائرية "دعت الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، لتحمل مسؤولياتهما أمام هذا الاعتداء السافر لتفادي تدهور الوضع ودخول المنطقة في صراع إقليمي لا نهاية له". من جهتها، نشرت جريدة "النهار" المحسوبة على المخابرات الجزائرية مقالا تحت عنوان: "الجيش الصحراوي يدك مواقع الاحتلال المغربي.. والبقية تأتي"، تحدثت الصحيفة من خلال مقالها عن شروع ما وصفته ب"الجيش الصحراوي"، في "دك حصون ومواقع تواجد جيش الاحتلال المغربي، داخل الأراضي الصحراوية المحتلة، معلنا بذلك عن نهاية وقف إطلاق النار" وأضافت الصحيفة الجزائرية أن "مقاتلي جيش التحرير الصحراوي، شرعت في قصف وضرب مواقع للجيش المغربي بالأراضي الصحراوية المحتلة، وتركزت الضربات في البداية، على مناطق التماس، وبالأخص على طول جدار العار الذي يسميه المغاربة جدار الدفاع، خصوصا في مناطق المحبس، حوزة وأوسرد والفرسية". في ذات سِياق الإعلام الجزائري، نشرت صحيفة "البلاد" مقالا تحت عنوان: "المخزن يفجر حربا على حدود الجزائر.. وحديث عن دور إماراتي في إشعال المنطقة"، أكدت من خلاله أن ما وصفته ب"الرئيس الصحراوي" أعلن عن "بداية الحرب" لصدّ ما وصفته ب"العدوان المغربي"، مضيفة في مقالها المطول "على أن الجزائر حذرت بلهجة شديدة من انعكاسات تلك الانتهاكات الخطيرة على استقرار المنطقة". كما كتبت في مقال آخر تحت عنوان: "وزارة الدفاع الصحراية تنشر تفاصيل قصفها لمواقع الجيش المغربي" مقالا تتحدث في مضمونه عن "شن البوليساريو لهجمات متوالية على الجيش المغربي في العديد من النقاط العسكرية، وكبده خسائر كبيرة". وبالعودة لكل مضامين العناوين والمقالات التي نشرتاه الصحف الجزائرية أو التلفزيونات الرسمية أو المستقلة في الجزائر نجد أنها تدخل في سياق "الأخبار الزائفة" أو "البروباغندا الكاذبة" المُرتبطة ب"التضليل الإعلامي"، الذي حاولت وسائل الإعلام الجزائرية العمل من خلاله على تسويق أحداث غير موجودة على أرض الواقع، حيث تشير كل المعطيات بما فيها وكالات الأنباء الدولية، أن الوضع على معبر الكركرات عاد إلى طبيعته كما أن الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر لا توجد فيه أي تحركات غير عادية أو إطلاق نار أو اشتباكات عسكرية. وفي الوقت الذي اعتمدت أغلب الوكالات الدولية، كما القنوات على بلاغات ما يسمى ب"الرئاسة الصحراوية" حول "نهاية الإلتزام بوقف إطلاق النار الموقع بين جبهة البوليساريو والمغرب عام 1991"، أسهبت الصحف الجزائرية في الحديث عن خسائر "ضخمة" للجيش المغربي جراء قصف مفترض لعناصر جبهة البوليساريو الانفصالية. ولا يخرج الإعلام الجزائري، عن سياق الموقف الرسمي للنظام الحاكم في الجزائر، حيث العداء والبروبوغاندا السياسية والإعلامية اتجاه المملكة أصبحت عقيدة قائمة منذ "حرب الرمال" سنة 1963 حيث انهزم الجيش الجزائري أمام الجيش المغربي، حينها أطلق أحمد بن بلة صرخته الشهير حينما قال "حكرونا المراركة" والتي أصبحت فيما بعد عقيدة انتقامية إلي اليوم، للنظام والجيش في الجزائر اتجاه المملكة المغربية.