ليس كاتب المقال هو من قال ما قرأتموه في العنوان، بل هم الآلاف ممّن حاولوا متابعة المسلسل الذي يوصف ب"الأسطوري" وب"التحفة الفنية"، ولم يستطيعوا أن يواصلوا المشاهدة. ويبدو أن المسلسل أخذ، وسيأخذ، طريق عدد من الأعمال الفنية عبر التاريخ، والتي أصبح لديها مناصرون وأعداء.. عشّاق وكارهون. ولا يتسع المجال هنا لذكر أمثلة، لكنها كثيرة وتتنوع بين أعمال سينمائية وأغانٍ وفنانين... ومن حسن حظ مسلسل "Breaking bad"، أو سوئه، أنه انبعث من جديد عبر منصة نتفلكس خصوصا، في زمن مواقع التواصل حيث يمكن للجميع أن يدلوا بآرائهم، نقاداً ومشاهدين عاديين وعابرين. وبإطلالة سريعة على مواقع التواصل يمكنك أن تلاحظ أن هناك فئة تكره المسلسل كرها شديدا ولا تجد فيه أي متعة أو إثارة أو حتى حبكة. حجّة كارهي المسلسل أنه "OverRated"، فتنقيطه هو 9.5 على موقع Imdb، كما أنه مملّ طبعاً، مع غياب شبه تام للموسيقى التصويرية، إضافة إلى إطالة بعض اللقطات والحوارات بشكل غير معقول . ويبقى أفضل مثال على ذلك لقطة "الذبابة" الشهيرة، التي نالت كره حتى بعض عشاق المسلسل. أما عشاق المسلسل فيرون أنه "لم يصنع للجميع"، وأنه نجح بطريقة فنية في توثيق التطور النفسي للبطل ومرافقيه، من شخص مسالم إلى مجرم عتيد، ناهيك عن عناوين الحلقات التي تحمل – حسب متابعيه – الكثير من الأسرار الدقيقة. وكمثال على ذلك، يقول الكاتب مصطفى السيد: "اسم الحلقة الأخيرة للمسلسل في الموسم الخامس هو (FELINA)، وعند تفكيك الإسم نجده يرمز لبعض العناصر الكيميائية باللغة الإنجليزية: Fe-Li-Na، الحديد والليثيوم والصوديوم، الحديد وهو العنصر الموجود في الدم، الليثيوم وهو الموجود في الميثامفيتامين، والصوديوم أو الملح وهو المكون الرئيس في الدموع، بالتالي يكون عنوان الحلقة الأخيرة: دماء وميث ودموع، مما يعدّ تلخيصًا شاملًا لكل أحداث المسلسل، الأمر يبدو كما لو أنه شفرة كيميائية، أليس كذلك؟". أشياء كثيرة قيلت وتقال عن المسلسل الذي بثت آخر حلقة منه في 29 شتنبر 2013، لكن صدى تأثيره لا زال متواصلا لحد الآن، خصوصا بعد توفيره على منصة نتفليكس التي أتاحت للجميع مشاهدته والحكم عليه، كل وفق طوقه وتصوره. اقرأ أيضا: الموسم الجديد من مسلسل La casa de papel يتحدّي المشاهد العربي!