أثار تصريح للمستشار مرتضى منصور، رئيس فريق الزمالك المصري، بث ليلة أمس الثلاثاء، عبر القناة الرسمية للنادي، جدلا كبيرا داخل الوسط الكروي المغربي، حين تحدث عن الوعود التي قدمها هشام أيت منا، رئيس فريق شباب المحمدية، من أجل ضيافة الفريق "القاهري" بالمغرب، قبل مواجهته لفريق الرجاء الرياضي، لحساب ذهاب دوري نصف نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا. طائرة خاصة وفندق.. الزمالك يؤكد الشائعات! في اجتماعه مع لاعبي الفريق، عقب الانفصال عن المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون، ذكر رئيس الزمالك سيرة هشام آيت منا، الأخير، وكما جاء على لسان مرتضى منصور، وعده بإيواء الزمالك في أحسن الفنادق في المغرب، قبل المواجهة التي ستجمع الفريق المصري بالرجاء الرياضي، في 17 أكتوبر المقبل، لحساب ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا. وقال مرتضى منصور إن "رئيس فريق بالمغرب وعدنا بالإقامة في أفخم الفنادق، وبأننا سنرى أشياء لم يسبق لنا أن رأيناها هناك"، في إشارة إلى الاتصالات التي جرت بين الطرفين، منذ أسابيع، حيث يسعى رئيس شباب المحمدية إلى توطيد العلاقات مع إدارة الزمالك، ضدا في مصالح ممثل كرة القدم المغربية، حسب ما أفادته عدة مصادر مطلعة. صراع أيت منا والرجاء.. كيف اشتعل الفتيل؟ تعود فصول قصة الصراع بين هشام أيت منا ونادي الرجاء الرياضي، في شخص رئيسه جواد الزيات، حين دخل رئيس الفريق المنتمي للقسم الثاني الاحترافي، على خط بعض الانتدابات التي كان يرغب النادي "الأخضر" في إتمامها، كما أن الأخير توصل بعرض من نفس النادي من أجل الاستفادة من خدمات مدافعه الدولي المغربي بدر بانون. الأزمة امتد صداها إلى المنصات الإعلامية، حيث لم يتردد كل من الزيات وأيت منا في "استفزاز" بعضهما البعض، وهو ما كون صورة عامة عن العلاقة المتشنجة التي استمرت مع مرور الأسابيع لتصل إلى حد وقوف أيت منا "عائقا" أمام الرجاء في سوق "الميركاتو"، مرتكزا حول السيولة المادية التي تضعه في مركز متقدم، بالإضافة إلى عقده لشراكة وتعاون مع نادي الوداد الرياضي، "الغريم" التقليدي للرجاء. وإن كان أيت منا، لم يضمن بعد مكانه ضمن رؤساء أندية الصفوة في المغرب، إلا أنه خلق ال"Buzz" باقتران اسمه حول ما يدور بفلك الرجاء والوداد، باعتبار مرجعية وشعبية الناديين، ليس فقط على المستوى المحلي وإنما حتى القاري والدولي. صفقة أحداد.. نقطة أفاضت الكأس! ارتباط اسم هشام أيت منا بنادي الزمالك المصري، لم يكن وليد المباراة التي ستجمع الأخير أمام الرجاء، وإنما ربط رئيس نادي شباب المحمدية اتصالاته بإدارة مرتضى منصور من أجل تقديم عرض للاستفادة من خدمات المهاجم حميد أحداد، الأخير الذي يلعب على سبيل "الإعارة" للفريق "الأخضر"، وذلك إلى غاية نهاية الموسم الكروي الجاري. هذا ويتربص أيت منا، منذ أسابيع، للظفر بصفقة أحداد، مستغلا المشكل القائم بين الرجاء والزمالك، حول المهاجم المغربي، حيث يطالب النادي المصري بإنهاء فترة إعارة اللاعب وعودته إلى القاهرة، فيما يتشبث الطرف "الرجاوي" باستمرار مقام مهاجمه إلى غاية نهاية الموسم الكروي، على اعتبار توصيات الاتحاد الدولي "فيفا" بسريان عقود اللاعبين إلى ما بعد متم يونيو، في ظل جائحة "كورونا". ويدخل أحداد ضمن مخططات نادي شباب المحمدية، في أفق تكوين فريق تنافسي، في حال تحقيق الصعود لقسم الأضواء، خلال الموسم المقبل، حيث يسعى رئيس ال SCCM إلى استغلال عجز الرجاء عن رفع بند أحقية شراء عقد اللاعب من الزمالك، من أجل الاستفادة من خدماته. أيت منا والمسؤولية "الوطنية"! سرعان ما انتشر مقطع "الفيديو" لرئيس الزمالك، مرتضى منصور، حتى تساءل الشارع الكروي المغربي حول علاقة أيت منا بمباراة الزمالك المصري والرجاء والمحركات التي قد تدفع رئيس فريق شباب المحمدية إلى تسخير إمكانيات مادية مهمة من أجل ضيافة فريق منافس للممثل كرة القدم المغربية في إحدى أهم المواعيد الكروية القارية. وفي الوقت الذي يسعى فيه فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، للدفاع عن مصالح الأندية الوطنية، وذلك من خلال اجتماعات الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فإن تحركات الرئيس المذكور تدفع على الاستغراب حول الجدوى منها في هذه الظرفية بالتحديد، علما أن درجة حساسية الموضوع قد يبلغ صداها إلى خلق "بوليميك"، قد يؤثر على التحضير النفسي للرجاء قبل الموعد المرتقب، علما أن الإعلام المصري يبحث عن أنصاف الفرص من أجل شن حرب نفسية على الجانب المغربي. أيت منا، الذي يحمل أيضا قبعة الرجل السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، سيضع نفسه وسط دائرة الأضواء داخل حزبه، مما قد يعرضه للسؤال حول مبادرته المصرية، وإن كانت الأخيرة تندرج فقط في إطار تطبيع "سطحي" من أجل الظفر بصفقة أحداد أم للموضوع أبعاد مرتبطة ب"الحرب الباردة" مع إدارة جواد الزيات.