لازال التصريح القوي لرئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، الذي أطلقه يوم الأحد الماضي في لقاء حزبي للعدالة والتنمية، يثير الكثير من ردود الأفعال في الأوساط العربية التي رحبت بما أعلن عنه العثماني عندما قال بأن "المغرب ملكا وحكومة وشعبا ضد التطبيع مع إسرائيل". وفي هذا السياق، كشفت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، أن "المنسق العام للتجمع الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي، معن بشور، أجرى اتصالا برئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني، وحياه على تصريحه الذي أعلن فيه رفض المغرب، شعبا وحكومة وملكا، التطبيع مع العدو الاسرائيلي والتمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والقدس عاصمة لفلسطين". ويُعتبر المتندى القومي العربي، من الجهات الداعمة للوحدة العربية، ويدعو إلى توحيد الصف تحت لواء القومية العربية، والدفاع عن مصالح البلدان العربية، والقضية الفلسطينية تُعتبر من القضايا العربية التي تحظى باهتمام المنتدى. كما يُعتبر محن بشور أحد المفكرين الكتاب السياسيين وأحد أبرز القوميين العرب، ويُعرف في الساحة العربية بكونه أحد قياديي العمل الوحدوي العربي، وهو عضو مؤسس في الهيئة الوطنية لمقاومة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. ويأتي اتصال بشور على بعد أيام من زيارة مرتقبة لجاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى المغرب، حيث يُتوقع أن يتباحث مع الأطراف المغربية قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، على غرار اتفاق التطبيع الذي تم توقيه بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. ويتساءل العديد من المحلليين السياسيين، ما إن كان التصريح الذي أصدره سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، هو تصريح استباقي لزيارة كوشنر لوضع حد لأي محاولة أمريكية للخوض في مسألة تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، أم هو مجرد رأي خاص بسعد الدين العثماني مادام أن التصريح جاء في لقاء داخل حزبه. غير أن الصمت الذي أعقب تصريح العثماني من طرف مؤسسة القصر الملكي ووزارة الخارجية، يرى فيه عدد من المتابعين، بأنه صمت الرضى، بأن ما أدلى به العثماني هو الموقف الرسمي للبلاد. هذا وتجدر الإشارة إلى أن حركة حماس بدورها كانت قد أشادت بتصريح سعد الدين العثماني الداعم للقضية الفلسطينية، كما أشادت به العديد من الأطراف العربية الأخرى المساندة لذات القضية.