بعد تأخير فاق أزيد من سنة، بدأت إسبانيا رسميا في وضع السياج الحدودي الجديد بحدود سبتةالمحتلة، بعد تكليف شركة Tragsa في إنجازه وفق معايير غير مؤذية مخالفة للسياج الحدودي الحالي الذي يمتاز بوجود أسلاك شائكة في جزءه العلوي. وحسب "أوروبا بريس"، فإن الشركة المكلفة، قامت اليوم الخميس، بوضع أولى حلقات السياج الحدود الجديد، ويمتاز بعلو يصل إلى مترين ونصف، ويتميز في قمته العلوية بوجود عمود دائري بمساحة كبيرة يمنع المهاجرين من تجاوز دون أن يسبب لهم أي أذى جسدي. وكان وزير الداخلية الإسباني، غراندي مارلاسكا، قد أعلن فور توليه منصب وزارة الداخلية في حكومة سانشيز، بأنه سيشرع في إزالة الأسلاك الشائكة من السياج الحدودي لسبتةالمحتلة وتعويضه بسياج جديد يكون أكثر أمانا وإنسانية. وجاء هذا الوعد من طرف وزير الداخلية الإسباني، بعد تزايد الضغوطات على الحكومة الإسبانية، من طرف الجمعيات الإسبانية لحقوق الإنسان، التي كانت تنتقد إقامة الأسلاك الشائكة التي تسببت في جرح ووفاة العديد من المهاجرين السريين الذين كانوا يرغبون في الدخول إلى سبتة. وأكد وزير الداخلية أنذاك على تغيير تلك الأسيجة بسياج أكثر أمانا، لكن الوعد عرف عدة تأخيرات قبل أن يبدأ اليوم بشكل رسمي العمل في إنجاز سياج حدودي جديد على حدود سبتة، وإزالة السياج القديم الذي أسال الكثير من دماء المهاجرين، خاصة المنحدرين من دول جنوب صحراء إفريقيا. وتأتي انطلاقة أعمال إنجاز هذا السياج الحدودي، بعد شهور عرفت فيه تراجعا كبيرا في محاولات الهجرة السرية من المغرب نحو إسبانيا، كما أن السياج الحدودي لسبتةالمحتلة لم يشهد أي محاولة لاختراقه من طرف المهاجرين منذ شهور طويلة. ويُتوقع أن يساهم هذا السياج العصي على الاختراق في إيقاف مشاكل اجتيازه من طرف المهاجرين السريين الذين كانوا ينفذون محاولات تجاوز جماعية يشارك فيها المئات من المهاجرين السريين، وبالتالي إنهاء مشكلة امتدت لأزيد من عقد من الزمن.