أضحت الإدارة التقنية للمنتخبات الوطنية، أشبه بشركة متعددة الجنسيات، مقرها مركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، حيث تعاقدت الجامعة الملكية المغربية للعبة مع أطر بأزيد من سبع جنسيات ومن مدارس متعددة، سواء تعلق الأمر بالمنتخب الأول أو باقي الفئات الأخرى. وفي الوقت الذي أعلن فوزي لقجع، رئيس ال FRMF، خلال اليوم الدراسي الذي جمعه بأسرة كرة القدم المغربية، عقب إقصاء المنتخب الوطني من ثمن نهائي "كان2019" بمصر، (أعلن) عن إرساء أسس كرة قدم بهوية مغربية، من خلال إعادة هيكلة شاملة على مستوى الإدارة التقنية والتخلي عن خدمات المدير السابق ناصر لارغيت، يبدو أن الواقع حمل مزيجا من الهويات لتحريك المستديرة الوطنية. ولأن "عقدة" الأجنبي ظلت ترافق المنتخب الوطني الأول منذ الأزل، فإن إسناد مهمة الناخب الوطني ذهب للإطار البوسني وحيد خليلهودزيتش، خلفا للفرنسي هيرفي رونار، كما فضل مدرب "الأسود" اختيار مساعديه من خارج دائرة الأطر الوطنية، بالرغم من الكفاءات الوطنية التي تسهر الجامعة على تكوينها منذ سنوات، من خلال دورات تكوينية عالية المستوى، آخرها كان قبل أسبوع، من خلال برنامج "ديبلوم كاف برو"، بحضور أبرز المدربين على الصعيد العالمي. خليلهودزيتش، الذي اختار كل من لوندري شوفان كمساعد وكريستوف ريفيل مدربا للحراس، اضطر، بعد أشهر، إلى تعويض رحيلهما المفاجىء عن الطاقم التقني للمنتخب المغربي، معوضا إياهم بإطارين فرنسيين جديدين، يتعلق الأمر بستيفان جيلي، الذي سبق له خوض تجربة رفقة المنتخب الوطني البوسني، فضلا عن لوران ويبر، مدرب الحراس السابق لفريق ديجون الفرنسي. وتأتي تعينات جامعة لقجع، في الوقت الذي رفض فيه الناخب الوطني، في اجتماعه مع لقجع، فرض أسماء مغربية على طاقمه، بعد أن كثر الحديث، خلال الأسابيع الماضية، عن الحارسين الدوليين السابقين خالد فوهامي ومصطفى الشادلي لشغل المهام الشاغرة داخل العارضة الفنية ل"الأسود". وبعيدا عن المنتخب الأول، استعان روبيرت أوسيان، المدير التقني الوطني، بمواطنه الويلزي نيل وارد والإنجليزي سيمون جينينغس لشغل مهام إدارة العمليات التقنية والتأطير، بالإضافة إلى جيرارد جونس، مؤظر للمدربين داخل الإدارة التقنية، مما أضفى نكهة "أنغلو-سكسونية" على العمل داخل مركب محمد السادس، منذ انظلاق عمل فريق العمل السالف الذكر. مدرسة أخرى، تلك التي أنيطت بها مهام النهوض بكرة القدم النسوية، بعد إسناد مهام إدارتها للأمريكية كيلي ليندساي، الأخيرة التي استعانت بأطر وطنية إلى جانبها، فيما تم تزكية المدربة لمياء بومهدي في منصبها داخل المنتخب الوطني لأقل من17 سنة. في سياق متصل، تم توزيع المهام داخل المنتخبات الأخرى، على مدارس أوروبية متنوعة، حيث سيشرف الفرنسي بيرنار سيموندي على منتخب أقل من 23 سنة، البرتغالي فيليب أروزو، مدربا لمنتخب أقل من 20 سنة، فيما يتكلف الإسباني سيرخيو بيرناس بمنتخب أقل من 17سنة.