كشفت الوكالة الأوربية لحرس الحدود "Frontex" في تقريرها السنوي حول المخاطر، عن ارتفاع كبير في أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين تمكنوا من دخول التراب الإسباني خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وبالضبط من سنة 2017 إلى غاية 2019، بسبب أنشطة التهريب التي تقوم بها شبكات تهريب البشر المغربية. وحسب مصادر إعلامية تطرقت إلى هذا التقرير، فإن أعداد المهاجرين الذين تمكنوا من الوصول إلى إسبانيا بدأ في الارتفاع في سنة 2017، وازداد ارتفاعا في سنة 2018، قبل أن يسجل تراجعا مهما في السنة الماضية، 2019، وكانت وزارة الداخلية الإسبانية قد أكدت هذا المعطى في إحصائها السنوي. المثير في التقرير، وفق ذات المصدر، هو إشارته إلى العائدات المالية التي جنتها شبكات تهريب البشر المغربية من خلال أنشطتها في تهريب المهاجرين السريين من المغرب إلى إسبانيا خلال السنوات الثلاث المذكورة، حيث قدرت فرونتيكس أرباح مافيا التهريب المغربية ب160 مليون أورو في تلك الفترة. وأضاف التقرير إلى أن أرباح شبكات تهريب المهاجرين السريين المغربية، في سنة 2017، بلغت 35 مليون أورو، لكن في سنة 2018 حققت الشبكات طفرة عملاقة في الأرباح حيث بلغت 105 ملايين أورو، قبل أن تسجل تراجعا كبيرا في سنة 2019 حيث تراجعت قيمة الأرباح إلى 19 مليون أورو فقط. وأرجع التقرير الطفرة الكبيرة في أرباح شبكات تهريب البشر في المغرب خلال سنة 2018، إلى قرار السلطات الإيطالية بإغلاق حدودها في وجه جميع المهاجرين، الأمر الذي دفعهم إلى تغيير وجهتهم من ليبيا نحو المغرب بهدف الهجرة سرا إلى إسبانيا. وأدى هذا التغير إلى خلق فرصة كبيرة لشبكات تهريب البشر في المغرب، حيث ارتفعت أعداد المهاجرين الراغبين في عبور مضيق جبل طارق نحو إسبانيا، وبالتالي ارتفعت الأرباح، حيث تبلغ قيمة تهريب مهاجر واحد إلى 3 آلاف أورو. وبالمقابل، فإن سبب تراجع أرباح شبكات التهريب المغربية في 2019، يرجع إلى الجهود الأمنية التي بُذلت بتنسيق بين السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية لمحاربة الهجرة السرية، وقد نجح المغرب بالذات في إحباط وتفكيك العديد من محاولات تهريب المهاجرين وشبكات التهريب، وهو ما أدى إلى تراجع المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا إلى نصف ما تم تسجيله في 2018.