اتهمت تركياالإمارات العربية المتحدة بإحلال الفوضى في الشرق الأوسط بتدخلاتها في ليبيا واليمن، في اتهامات ستؤجج على الأرجح التوتر بين الخصمين الإقليميين. كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يرد على انتقادات لدور تركيا في الصراع الليبي، حيث نشرت عسكريين وساعدت في إرسال مقاتلين سوريين لدعم الحكومة المعترف بها دوليا. وأصدرت الإمارات ومصر، اللتان تدعمان قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر التي تسعى لاقتحام العاصمة، بيانا مشتركا مع اليونان وقبرص وفرنسا يوم الاثنين يندد "بالتدخل العسكري التركي في ليبيا". وقال جاويش أوغلو لتلفزيون أكيت التركي إن الإمارات ومصر ودولا أخرى لم يسمها "تحاول زعزعة استقرار المنطقة كلها"، غير أنه انتقد أبوظبي على وجه الخصوص. وقال "إذا كنت تسأل من الذي يزعزع استقرار هذه المنطقة، من الذي يجلب الفوضى، فسنقول أبوظبي دون تردد". وأضاف "الواقع هو أنهم القوة التي زعزعت استقرار ليبيا ودمرت اليمن". وتوترت العلاقات بين تركياوالإمارات بسبب دعم أنقرةلقطر بعدما فرضت أربع دول عربية بينها الإمارات عقوبات على الدوحة في عام 2017 متهمة إياها بدعم متشددين إسلاميين. وتنفي قطر ذلك. وتعتبر الإمارات نفسها حصنا في مواجهة الإسلام السياسي وتنظر إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الإسلامية في تركيا بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان كداعم لجماعات مثل الإخوان المسلمين التي تعارضها. وفي ليبيا، حيث تقول الأممالمتحدة إن الإمارات زودت حفتر بطائرات ومركبات عسكرية، دعت الإمارات جميع الأطراف الشهر الماضي إلى الالتزام بعملية سلام برعاية الأممالمتحدة لإنهاء الحرب. وكانت الإمارات أيضا قوة رئيسية في التحالف الذي تدخل في اليمن قبل نحو خمس سنوات ضد حركة الحوثي المتحالفة مع إيران. وقلصت الإمارات وجودها في اليمن العام الماضي لكنها لا تزال عضوا في التحالف. واتهم جاويش أوغلو الإمارات أيضا بدعم حركة الشباب الإسلامية المتشددة في الصومال حيث توجد قاعدة عسكرية لتركيا التي تدرب قوات صومالية. ودربت الإمارات مئات من القوات الصومالية منذ عام 2014 في إطار جهود دعمتها مهمة الاتحاد الأفريقي العسكرية لهزيمة المتمردين الإسلاميين قبل أن ينهي الصومال البرنامج في 2018. أدلى جاويش أوغلو بالتصريحات بعدما نددت وزارة الخارجية في أنقرة ببيان الدول الخمس الصادر يوم الاثنين، واتهمت فرنسا "بالعمل على أن تصبح راعيا لمحور لشر هذا".