تم، مؤخرا، تصنيف المغربي يوسف الصقلي، المدير العام لأبحاث الأسهم في بنك "صن تراست"، سادس أكبر مؤسسة بنكية في الولاياتالمتحدة، ضمن أفضل 25 محللا ماليا خلال العشر سنوات الأخيرة من قبل مؤسسة "تيب رانكس"، الرائد العالمي في مجال التكنولوجيا المالية. وأسر يوسف الصقلي عن تفاصيل عمله كمحلل مالي في بورصة "وول ستريت"، مبرزا أهمية التصنيف الذي وضعته "تيب رانكس". 1 هلا قربتنا من طبيعة وأهمية تصنيفك ضمن أفضل 25 محللا ماليا؟ لقد تتبعت "تيب رانكس"، التي تقيس أداء المحللين الماليين، أزيد من 625 ألف توصية للأسهم قدمها خلال العشر سنوات الماضية (2010-2020) أزيد من 6.000 محلل في وول ستريت وصنفت المحللين على أساس متوسط أدائهم ومعدل نجاحهم عن كل توصية شراء أو بيع خلال ال12 شهرا المقبلة، وكذا عدد عمليات التنقيط التي قام بها كل محلل. وباعتباري متخصصا في شركات الإنترنت والوسائط الجديدة الكبرى، مثل شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون، وبينها غوغل وفيسبوك وأمازون وأوبر، تم تصنيفي في المرتبة ال15 كأفضل محلل خلال العقد الأخير، على مستوى جميع الفئات. وحسب هذا التصنيف، فقد حققت، خلال العشر سنوات الأخيرة، معدل نجاح قدره 76 في المائة على مستوى توصيات الأسهم لمدراء المحافظ المالية، مع متوسط أداء بنحو 30 في المائة لكل توصية. بمعنى آخر، فإن قيمة كل سهم شركة أوصيت به أنا وفريقي زادت بنحو 30 في المائة في ظرف 12 شهرا. 2 ماذا عن طبيعة عمل المحلل المالي وما يقدمه يوميا لزبنائه؟ تتمثل المهمة الرئيسية للمحللين الماليين في قياس أداء استثمار ما مقارنة بالعائد الذي يقدمه المعيار القياسي أو المؤشر الأكبر لمثل هذا النوع من الاستثمار، مثل عائد سهم معين مقارنة بعائد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500". وبالتالي، فإن دور المحللين الماليين هو مساعدة مدراء المحافظ الذين لا يتمتعون، إلى حد كبير، بالقدرة الفكرية على تحليل نحو 3.000 سهم مدرج في البورصة في الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى آلاف الأسهم الأخرى المدرجة في البورصات العالمية. ولذلك، فإن مدراء المحافظ يلجؤون إلينا، كل في مجال اختصاصه، لقياس هذا الأداء وإسداء المشورة لهم بشأن أسهم البورصة التي يتعين شراؤها، أو في بعض الأحيان، حتى المراهنة ضد هذا السهم أو ذاك. وبالتالي، يتم تصنيفنا على أساس نسبة المكاسب التي تحققت بعد ارتفاع قيمة الأسهم الموصى بها للمستثمرين. 3 ما الذي يقتضيه أيضا عملك وعمل فريقك؟ تتطلب طبيعة عملنا الكثير من الأسفار للقاء ليس فقط الزبناء، بل أيضا الشركات المدرجة في البورصة. ونقوم بطرح الكثير من الأسئلة علي هذه الشركات من أجل فهم دقيق للمشاكل والصعوبات التي هي بصدد حلها. يتعين علينا أيضا التوفر على شبكة من الشركات الخاصة التي تتنافس مع الشركات الكبرى المدرجة في البورصة، وأن نكون على معرفة جيدة بالقطاع الصناعي، ولكن مع مرور السنوات ننجح في خلق شبكة واكتساب معرفة أفضل حول الصناعات، مثل صناعات محركات البحث، وغوغل ومايكروسوفت على الخصوص أو صناعات التجارة الإلكترونية مثل "أمازون" و"إي باي". 4 ما هي الرسالة التي توجهها للشباب المغاربة الذين يطمحون إلى أن يحذوا حذوك؟ أنصح كل الشباب المغاربة المهتمين بعالم المال بأن يتميزوا بذكائهم ورغبتهم في النجاح، وخصوصا بالالتزام بأخلاقيات عملهم، وهو الأهم على المدى البعيد. لأن السؤال هو ما الذي ستمنحه لعملك، وليس ما الذي ستجنيه من عملك (...) وهذا هو نوع الأسئلة التي بات يطرحها المشغلون اليوم. 5 كيف توفق بين متطلبات مهنتك كمحلل مالي والتزاماتك الأسرية في مدينة متروبولية مثل نيويورك؟ بالنسبة لي، العمل ليس أولوية في حد ذاتها ، بل الأسرة هي التي تأتي في المقام الأول . وأحاول جاهدا التوفيق بين متطلباتي المهنية والأسرية.