حثت تركيا وروسيا الأطراف المتحاربة في ليبيا يوم الأربعاء على إعلان وقف لإطلاق النار اعتبارا من يوم الأحد، في الوقت الذي دارت فيه اشتباكات بين الفصائل ووقعت غارات جوية في صراع يثير القلق ويستدرج المزيد من القوى الأجنبية إلى أتونه. وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني بزعامة فائز السراج والتي تتخذ من طرابلس مقرا وقالت إنها سترسل مستشارين عسكريين وربما قوات لتعزيز دعمها، في حين تم نشر متعاقدين عسكريين روس إلى جانب قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر. ولكن بعد محادثات بين الرئيسين التركي طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول، أصدرت تركيا وروسيا بيانا مشتركا يدعو إلى وقف القتال وإعادة الحياة إلى طبيعتها في طرابلس وغيرها من المدن وإجراء محادثات سلام ترعاها الأممالمتحدة. وقال البيان إن الصراع يقوض الأمن الإقليمي و"يؤدي إلى هجرة غير نظامية وزيادة انتشار الأسلحة والإرهاب وأنشطة إجرامية أخرى منها الاتجار بالبشر". وسيكون من الصعب على الأرجح تنفيذ أي اتفاق لوقف إطلاق النار خاصة بعد التصعيد الأخير في القتال حول طرابلس وسرت وبالنظر إلى الطبيعة الفضفاضة للتحالفات العسكرية في ليبيا وما يشوبها من انقسامات. وتقود الأممالمتحدة جهودا منذ أشهر لتمهيد الطريق للتوصل إلى هدنة وإجراء مفاوضات سياسية في ليبيا دون دلائل تذكر على إحراز تقدم. وأبدت حكومة الوفاق الوطني في ساعة متأخرة من الأربعاء ترحيبا بأي دعوة جادة للعودة للمحادثات السياسية، دون أن تتطرق للدعوة لوقف إطلاق النار مباشرة. وقالت الأممالمتحدة إنها ترحب بدعوات وقف إطلاق النار في الآونة الأخيرة بما فيها تلك التي وجهتها تركيا وروسيا وحثت الأطراف الليبية على إبداء رد فعل إيجابي. وسيطر الجيش الوطني الليبي على مدينة سرت ذات الأهمية الاستراتيجية بموقعها في منتصف الساحل الليبي على البحر المتوسط في هجوم خاطف يوم الاثنين ويسعى الآن لتعزيز مكاسبه. وتشن القوات منذ أبريل نيسان حملة للسيطرة على العاصمة طرابلس التي تقع على مسافة نحو 370 كيلومترا شمال غربي سرت حيث تقاتل قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (إلى اليمين) يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اسطنبول خلال التدشين الرسمي لخط أنابيب الغاز (ترك ستريم) في اسطنبول يوم الأربعاء. صورة لرويترز من الكرملين. وقالت القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني يوم الثلاثاء إنها انسحبت من سرت حقنا للدماء. وهذه القوات أغلبها من مصراتة التي تقع على بعد نحو 190 كيلومترا شرقي طرابلس وكانت تسيطر على سرت منذ طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها في أواخر عام 2016. واندلعت اشتباكات بعد ظهر يوم الثلاثاء حول منطقة الوشكة على الطريق بين سرت ومصراتة حيث قالت مصادر من الجيش الوطني الليبي إن تسعة من رجاله قتلوا في هجوم في المساء بطائرة مسيرة. وقال مسؤولون في الجيش الوطني الليبي إن قواته ردت يوم الأربعاء بضربات جوية قرب نقطة تفتيش أبو قرين قريبا من الوشكة حيث ما زالت الاشتباكات مستمرة. وفي وقت لاحق أمكن سماع قصف مدفعي عنيف حول مطار معيتيقة في طرابلس والذي أُغلق الأسبوع الماضي بسبب القصف المدفعي والصاروخي.