ألقت السلطات المغربية القبض على أكثر من 27 ألف شخص سنة 2019 خلال حربها على الهجرة غير النظامية، أغلبيتهم الساحقة من حاملي الجنسيات الأجنبية الراغبين في التسلل إلى أوروبا عبر التراب الإسباني، وشمل الرقم أيضا أشخاصا حاولوا السفر بواسطة وثائق مزورة. ونقل مرصد "ميدل إيست مونيتور" الدولي في نسخته باللغة الإسبانية، عن المديرية العامة للأمن الوطني، أن تعداد المهاجرين الذين اعتقلوا خلال محاولتهم تجاوز الحدود المغربية بطريقة غير شرعية بلغ 27 ألفا و317 مهاجرا، من بينهم 20 ألفا و141 مهاجرا من جنسيات أجنبية. وتكشف أرقام الجهة نفسها أن السلطات المغربية استطاعت خلال العام الجاري المشرف على نهايته ضبط 3021 وثيقة سفر مزورة، كما تم تفكيك 505 منظمات للهجرة غير الشرعية يشتبه في صلتها ب62 شبكة إجرامية متخصصة في الاتجار بالبشر. وجعلت أرقام محاربة الهجرة غير الشرعية هذا المجال يحتل الرتبة الثانية في مستويات التعاون الأمني بين المغرب والدول الأجنبية بنسبة 15 في المائة، بعد طلبات التشخيص والمعلومات الأمنية بنسبة 21 في المائة، وقبل الاتجار الدولي بالمخدرات بنسبة 11 في المائة وقضايا التطرف والإرهاب بنسبة 4 في المائة. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد كشفت مؤخرا عن قائمة "إنجازاتها العشر" الخاصة بسنة 2019، والتي جعلت من بينها تعميم النظام المعلوماتي الخاص بشرطة الحدود "SGPF" على 26 مركزا حدوديا بالمملكة، لتسهيل انسيابية حركة المسافرين وتأمين المراقبة الحدودية، وكذا توسيع شبكة الربط بالنظام المعلوماتي الخاص بدوائر الشرطة "GESTARR". وتمثل إسبانيا أكبر المستفيدين من تكثيف المغرب لحربه على الهجرة غير النظامية سواء عبر مضيق جبل طارق أو على حدود مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، فخلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة تم التصدي ل57 ألف مهاجر غير نظامي مقابل وصول أقل من 17 ألفا إلى السواحل الإسبانية. وكانت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، قد كشفت نقلا عن سلطات بلادها أنه إلى حدود فاتح نونبر الماضي تم تسجيل وصول 23 ألف مهاجر غير شرعي إلى الحدود الإسبانية مقابل 48 ألفا خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بتراجع بلغ 53 في المائة.