أعلن الجيش البريطاني، عن قيام عناصر بتدريبات عسكرية بالمغرب بمشاركة فوج "جبل طارق الملكي"، المكلف بحماية شبه الجزيرة البريطانية المجاورة لإسبانيا والمطلة على البحر الأبيض المتوسط، وذلك تزامنا مع احتدام النقاش حول إمكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكشف فيلق اللوجيستيك في الجيش البريطاني "Regiment RLC" عبر صفحته الرسمية في "تويتر"، أنه قام خلال شهر أكتوبر الجاري بتنفيذ مناورات تدريبية حملت اسم "جبل الصحراء" فوق التراب المغربي، بهدف "دعم قوات جبل طارق العسكرية". وأوضح الجيش البريطاني أن التدريبات شملت المهام القتالية، كما عرفت نشر فريق من المتخصصين في التواصل العسكري، ناشرا صورا للجنود المشاركين وأخرى للأماكن التي احتضنت التدريبات يبدو في إحداها العلم المغربي، دون أن يشير للمدينة أو الإقليم الذي احتضن العملية. وفوج جبل طارق الملكي، الذي تأسس سنة 1939، يشكل وحدة الدفاع الرئيسية في شبه الجزيرة، وهو مكون أساسا من جنود مشاة وقوات للمدفعية وسبق له أن شارك في مهام قتالية، وتم منحه اللقب الملكي سنة 1999، كما أنه لا يتشكل من سكان جبل طارق فقط، وإنما أيضا من جنود عسكريين من مختلف مقاطعات المملكة المتحدة. وتثير هذه التدريبات العديد من علامات الاستفهام حول مغزاها، ليس فقط بسبب احتضان المغرب لها كونه مجاورا لأوروبا وتحديدا إسبانيا، ولكن أيضا بالنظر لتزامنها مع ذروة الجدل حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي سبب انقساما داخل مجلس العموم البريطاني، ودفعه مؤخرا للتصويت لصالح إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وذلك بعيد موافقة الاتحاد الأوروبي على تأجيل "البريكست" ل3 أشهر أخرى. ويصر رئيس الوزراء البريطاني الحالي، بوريس جونسون، على الخروج من الاتحاد الأوروبي بأسرع وقت، وهو ما يعرف ب"البريكست القاسي"، ما يعني الانفصال دون الحسم في العديد من القضايا الحدودية الشائكة، بما فيها قضية حدود إسبانيا مع جبل طارق. وكان رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، خلال التفاوض الأوروبي مع رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي، قد أعلن صراحة عن أن مدريد تنوي "نسف" أي اتفاق لا يأخذ بعين الاعتبار الوضع الخاص لجبل طارق، بل إنه مضى أبعد من ذلك عندما لوح بورقة المطالبة ب"ضم" تلك المنطقة للتراب الإسباني.