منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدية اقتصادية ثمينة للمغرب من خلال قراره فرض رسوم جمركية إضافية على صادرات الاتحاد الأوروبي، والتي تشمل صادرات إسبانيا من زيت الزيتون، الشيء الذي دفع المصدرين الإسبان إلى الإعلان صراحة عن تخوفهم من سيطرة المنتج المغربي على السوق الأمريكية قريبا. وأعلنت الرابطة الإسبانية لصناع وتجار زيت الزيتون "أسوليفا" أن فرض التعريفة الجمركية الجديدة على الصادرات الأوروبية نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية سيعني خروج زيت الزيتون الإسباني من هذه السوق لصالح مصدرين آخرين من بينهم المغرب. وأوردت الرابطة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، أن الرفع من التعريفة الجمركية بنسبة 25 في المائة يعد "خبرا سيئا" لمصدري الزيتون الإسبان، مبرزة أن إسبانيا ستخرج من المنافسة لصالح بلدان أخرى مثل المغرب وتركيا وتونس وتشيلي وأستراليا. واعتبرت الرابطة أن الإصرار على تطبيق الرسوم التي وافقت عليها منظمة التجارة العالمية، سيؤدي إلى الإضرار بمصنعي ومصدري زيت الزيتون الإسبانية نحو أمريكا، والتي تعد السوق الأجنبية الثانية لهذا المنتج بعد السوق الإيطالية، إذ تصدر إسبانيا سنويا نحو 120 ألف طن منه نحو الولاياتالمتحدة. وكانت منظمة التجارة العالمية قد حكمت لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الاتحاد الأوروبي، في قضية استمرت لمدة 15 عاما، وتتعلق بصراع بين عملاقي الطائرات "بوينغ" و"إيرباص"، إذ اتهمت واشنطنبروكسيل بتقديم دعم للشركة الأوروبية، ما خرق قواعد المنافسة. ووفقا لقرار منظمة التجارة فإن الولاياتالمتحدة ستحصل على 7 ملايير ونصف المليار دولار من الاتحاد الأوروبي عبر رسوم جمركية ستُفرض بدءا من 18 أكتوبر الجاري، والتي سيستهدف أغلبها المنتجات الغذائية وفي مقدمتها الزيوت والفواكه والأجبان والماء والعصائر والنبيذ واللحوم والقهوة والمعجنات. وكانت سيسيليا مالمستروم، موضة الاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون التجارية، قد اعتبرت أن تطبيق الولاياتالمتحدةالأمريكية للرسوم الجديدة "سيكون له نتائج عكسية، رغم استناد واشنطن على حكم منظمة التجارة العالمية"، لكنها أوضحت أنه في حال إصرار الإدارة الأمريكية على تطبيقها "فإن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن من فعل شيء".