1. الرئيسية 2. اقتصاد الصين تواصل الاستثمار بالمغرب رغم حالة "الترقب" التي أحدثتها قرارات ترامب الصحيفة – بديع الحمداني الخميس 20 مارس 2025 - 14:35 تواصل الصين تعزيز استثماراتها في المغرب، بالرغم من "الترقب" التي أثارتها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التجارة العالمية، حيث أعلنت كل من شركة "Zhejiang VIE" و"Hwaway Technology" الصينيتان عن استثمار بقيمة 30 مليون أورو (32.7 مليون دولار) لإنشاء مصنع لقطع غيار السيارات في المغرب، بهدف تلبية احتياجات عملائهما في شمال إفريقيا وأوروبا. وحسب صحيفة "Yicai Global" المتخصصة في الاستثمارات الصينية الخارجية، فإن هذا المصنع سيُقام في مدينة طنجة، حيث سيتم تشغيله من خلال مشروع مشترك بين الشركتين، بنسبة 65 بالمائة لشركة "هواواي" فيما النسبة المتبقية ستكون لشركة "زيجيانغ فيي". وأضاف المصدر نفسه، أن بناء المصنع سيكو على مراحل، وفقا لمستوى الطلب في السوق وتطور الأعمال، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن أنواع المنتجات التي سيتم تصنيعها أو الطاقة الإنتاجية السنوية أو الجدول الزمني لإنجاز المشروع. وتُعد هذه الصفقة حسب المصدر الإعلامي الصيني، تماشيا مع ما يُصطلح عليه اقتصاديا ب"معاملة بين أطراف ذات صلة"، إذ إن مالك الشركة الصينية الأولى التي تتخصص في أنظمة التحكم في هياكل السيارات وتقنيات القيادة الذاتية، هو أيضا نفسه رابع أكبر مساهم في الشركى الثانية "Hwaway"، التي تُنتج مكونات مرنة للسيارات متوسطة وعالية الجودة. ويأتي هذا الاستثمار في وقت يشهد فيه المغرب اهتماما متزايدا من قبل الشركات الصينية، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي الذي يجعله مركزا صناعيا وتجاريا مهما في ظل التحولات التي تشهدها سلاسل التوريد العالمية، إذ أعلنت مؤخرا شركة "Lingyun Industrial" الصينية عن خطط لإنشاء قاعدة إنتاج في المغرب متخصصة في أنابيب المركبات وأجزاء الهياكل. ورغم حالة عدم اليقين التي خيمت على المشهد الاستثماري بسبب السياسات التجارية للولايات المتحدة خلال الفترة الحالية لرئاسة ترامب، فإن الشركات الصينية لم تتراجع عن خططها في المغرب، حيث ترى في المملكة بوابة مثالية للوصول إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية، مستفيدة من اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمها المغرب مع عدة تكتلات اقتصادية. كما أن الدعم الحكومي المغربي وتوفير بيئة أعمال مشجعة للمستثمرين الأجانب، إلى جانب البنية التحتية المتطورة، بما في ذلك ميناء طنجة المتوسط، يُعزز من جاذبية المغرب للشركات الصينية، التي تبحث عن مواقع جديدة لتعزيز قدراتها الإنتاجية بعيدًا عن الضغوط السياسية والتجارية بين بكين وواشنطن. ويأتي هذا الاستثمار في إطار سياسة الصين الرامية إلى تعزيز حضورها الاقتصادي في القارة الإفريقية، خاصة بعد إطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، حيث تسعى بكين إلى تقوية شراكاتها مع دول المنطقة، مع التركيز على القطاعات الصناعية والبنية التحتية. وفي ظل استمرار العلاقات التجارية الوثيقة بين المغرب والصين، يرى خبراء أن المملكة قد تصبح محورا صناعيا رئيسيا في إفريقيا، لا سيما مع تزايد اهتمام الشركات الصينية بتوسيع عملياتها خارج حدودها التقليدية، مستفيدة من الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به المغرب.