1. الرئيسية 2. المغرب الخوف أكثر من الضرر.. هزة وزان تعيد إلى الأذهان شبح زلزال الحوز و"التواصل الرسمي" يحاصر فوضى الشائعات رغم غياب الحكومة الصحيفة من الرباط الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 15:01 وضع المغاربة أيديهم على قلوبهم، منتصف ليلة الاثنين – الثلاثاء، بعد الهزة الأرضية التي شعر بها، بدرجات متفاوتة، سكان العديد من الأقاليم والعمالات من طنجة إلى الرباط، خصوصا في مدن القصر الكبيرووزانوالقنيطرة، وذلك بعدما تراءى لهم مجددا شبح زلزال الحوز المُدمر الذي لم يغادر بعدُ ذاكرتهم الجماعية. وكانت مشاهد السكان الذين تركوا منازلهم في ساعة متأخرة من مساء أمس، وسط حالة من الهلع، تشي بأن الأمور قد تكون سيئة خصوصا في المناطق النائية، إلا أن السلطات المغربية، التي يبدو أنها تعلمت الدرس من تجربة سنة 2023، عجلت بالتواصل مع المواطنين مباشرة في محاولة لطمأنتهم، كما أن الخروج المبكر للمعهد الوطني للجيوفيزياء، حال دون انتشار الشائعات ومعها احتمالات الفوضى. ذكرى زلزال الحوز في القصر الكبير، قال مواطنون تحدثت إليهم "الصحيفة"، إن حالة الذعر كانت "عامة" مساء أمس، بعدما أحس جل سكان المدينة بالهزة الأرضية التي حدثت قبل منتصف الليل بقليل، وأورد أحدهم "الناس خرجوا إلى الشوارع حُفاة، وبعضهم لم التحفوا البطانيات ليغطوا أجسادهم قبل الإسراع في مغادرة المنزل مخافة انهياره". شخص آخر أورد أن العديد من المواطنين أصيب بما يشبه "الهيستيريا"، خصوصا منهم الذين كانوا نائمين قبل أن يستيقظوا على وقع الزلزال الذي رافقته أصوات صياح قادمة من مختلف الاتجاهات، وتابع "الأمر لم يدم طيلا، لكنه كان كافيا لإخراج كل سكان المدينة تقريبا من منازلهم ليبيتوا في الشارع"، مؤكدا حضور ممثلي السلطة المحلية الذين حاولوا طمأنة الناس. وفي مدين وزان المجاورة، التي اتضح أن مركز الزلزال كان قريبا منها، لم يختلف الوضع كثيرا، ويقول أحد المتحدثين ل"الصحيفة"، إنه لم يعاين أضرارا تذكر في محيطه السكني، إلا أن الناس كانوا "مذعورين"، وتابع "حتى بعد ساعات من الهزة، لم يجرؤ الكثيرون على الدخول إلى منازلهم، وظلوا في الشارع إلى ما بعد شروق الشمس"، موردا "الناس خائفون من الهزات الارتدادية إلى الآن". دور معهد الجيوفيزياء والملاحظ، أن تفاعل السلطات، مركزيا ومحليا، مع هزة وزان كان مختلفا عن كارثة زلزال الحوز في 8 شتنبر 2023، لكن اللحظة الأهم كانت هي تفاعل المعهد الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، مع ما جرى، فبعد أقل من ساعة على الواقعة صدر بلاغ عبر وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية)، يؤكد أن الهزة بقوة 5,2 درجة على سلم ريشتر. هذا المعطى كان حاسما في تهدئة الناس نسبيا، سواء الذين هرعوا إلى الشوارع، أو حتى أولئك البعيدون عن بؤرة أماكن الهزة، إذ اتضح أن الزلزال أضعف من ذاك الذي ضرب الحوز قبل عام ونصف، والذي بلغت قوته 6,8 درجات، الأمر الذي أسهم في محاصرة الشائعات التي بدأت تتناسل سريعا عبر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة الحديث عن "قرى مُحيت بالكامل". هذا الدور التواصلي، الذي لعبه بالأساس، ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، أعطى سريعا صورة واضحة عن الحدث، إذ كشف أن بؤرته سُجلت على مستوى جماعة بريكشة التابعة لإقليموزان، وقع على عمق 20 كيلومترا، لكن الأهم هو أنه في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء وصف الأمر ب"الهزة المعزولة"، نافيا وقوع هزات ارتدادية. طمأنة من السُّلطات زلزال الأمس شعر به سكان مدن طنجة وتطوان والرباط وسلا والمدن والقرى القريبة منها أيضا، لكن لحظات الذعر عاشها بشكل أكبر سكان وزانوالقصر الكبير والعرائش وحتى القنيطرة، وفي هذه المناطق تحديدا عاين المواطنون حضور ممثلي السلطات المحلية وعناصر الأمن والوقاية المدنية، الذين حاولوا التخفيف من حدة حالة الهلع العام. الخطوة الأهم بعد ذلك، كانت هي إعلان السلطات المحلية في إقليموزان عبر وسائل الإعلام العمومية، أن الهزة الأرضية لم تُخلف أي خسائر، وهو ما طمأن الكثيرين على عائلاتهم، بعدما كانوا يخشون تكرار المشاهد التي عاينوها في قرى أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة، والتي سجلت العدد الأكبر من وفيات زلزال 2023 الذين قارب عددهم 3000 شخص. وتبقى الجهة الوحيدة التي يبدو أنها لم تستفد شيئا من التجربة الأليمة التي حدثت قبل 17 شهرا، حتى على المستوى التواصلي، هي حكومة عزيز أخنوش، فإلى حدود اللحظة لم يصدر عن رئيسها ولا عن الناطق الرسمي باسمها، ولا عن أي وزير من وزرائها، أي تفاعل مع ما حدث، سواء بشكل مؤسسي أو عبر حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.