1. الرئيسية 2. المغرب الكبير التليدي: زيارة عطاف إلى دمشق تهدف إلى محو "عار" موقف الجزائر السابق من الثورة السورية ومحاولة منع موقف سوري داعم لمغربية الصحراء الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأثنين 10 فبراير 2025 - 17:14 قال الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي، بلال التليدي، إن زيارة وزير الشؤون الخارجية الجزائرية، أحمد عطاف، إلى دمشق ولقائه برئيس الحكومة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، يوم السبت، تهدف بالأساس إلى "محو عار" الموقف الجزائري السابق من الثورة السورية، وفي نفس الوقت محاولة التأثير لمنع موقف سوري داعم لمغربية الصحراء. وأضاف التيليدي في حديث ل"الصحيفة"، بأن الجزائر بعد سقوط نظام بشار الأسد، وجدت نفسها في عزلة وفي مأزق مخالفة "التوجه العربي العام" تُجاه ما يجري في سوريا، حيث اتجهت جل الدول العربية لاحتضان الدولة السورية الجديدة، وبالتالي لم يكن لها أي خيار آخر غير استئناف العلاقات مع النظام الجديد. وأشار الباحث الأكاديمي في هذا السياق، إلى أن الجزائر، كانت الدولة التي تدعم بشكل واضح وصريح نظام بشار الأسد، وتغض الطرف على جرائمه ضد الشعب السوري، وسعت بكل قوة لإعادته إلى الجامعة العربية، خاصة في قمة الجزائر التي احتضنتها، قبل أن تتراجع بعد اصطدامها بتحفظ بعض الدول العربية، خاصة الخليجية. وأوضح التليدي في هذا الإطار أيضا، بأن الجزائر كانت تُطالب بعودة نظام بشار الأسد إلى الجامعة العربية بدون أن تكون لديها أي شروط، بخلاف جل الدول العربية، حيث كان بعضها يرفض عودته، بينما كانت أخرى تفرض شروطا، من قبيل المصالحة وإيقاف الجرائم وغيرها، وبالتالي كانت هي حالة شبه معزولة في المحيط العربي. وتأتي زيارة عطاف إلى سوريا، وفق التليدي، من أجل التخلص من هذا الموقف الجزائري "العار"، لأن النظام الجديد في سوريا قام على أنقاض النظام "المجرم" لبشار الأسد، الذي كانت تدعمه بكل قوة، وفي نفس الوقت للخروج من المأزق والعزلة التي كانت توجد فيها ضمن البلدان العربية. أما النقطة الثانية التي يُرجح أن تكون ضمن أجندة زيارة عطاف إلى سوريا، حسب المحلل السياسي بلال التليدي، فهي قضية الصحراء المغربية، حيث ستسعى الجزائر إلى التأثير على النظام الجديد لمنعه من اتخاذ موقف داعم لمغربية الصحراء والتخلي عن الدعم الذي كان يقدمه النظام السوري في عهد بشار الأسد للبوليساريو. ويعتقد التليدي بشأن هذه القضية، أن الجزائر لن تنجح في مسعاها، لعدة اعتبارات، أبرزها "أن النظام الجديد في سوريا لا يُمكن أن يُنتج نفس موقف النظام السوري السابق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الارتباط القائم بين سورياوتركيا لا يُمكن أن يُنتج موقفا سوريا يخالف تركيا"، في إشارة إلى رفض تركيا بدورها إلى قضايا الانفصال، ودعم أنقرة لسيادة المغرب على الصحراء.