1. الرئيسية 2. المغرب بايتاس: الفضاء السياسي يختلف عن الفضاء الحكومي الصحيفة من الرباط الخميس 23 يناير 2025 - 19:13 في ظل بروز تصريحات سياسية تتسم بالانتقاد وتوجيه اللوم بين أحزاب الأغلبية الحكومية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة سنة 2026، قال مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عقب انعقاد المجلس الحكومي اليوم الخميس، أن الحكومة تظل بعيدة عن النقاشات السياسية التي تدور داخل الأحزاب، مشيرا إلى أن "الفضاء السياسي يختلف عن الفضاء الحكومي". وأضاف بايتاس ردا على أسئلة صحفيين تمحورت حول التعارض الحاصل مؤخرا في تصريحات سياسيي الأحزاب المشكلة للحكومة، أن المجلس الحكوم لم يناقش، ولن يناقش، الخلافات بين الأحزاب السياسية، مشيرا إلى أن هذا النوع من المواضيع لا يدخل ضمن اختصاصات الحكومة، التي تركز على تنفيذ البرنامج الحكومي بشكل متجانس وفعال، تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس، خصوصا في ما يتعلق بالقضايا الاستراتيجية مثل البنيات التحتية والماء الصالح للشرب. وبالرغم من أن بايتاس لم ينف وجود ما يشبه "حربا خفية" بين مسؤولي الأحزاب السياسية المشكلة للحكومة، إلا أنه لمح إلى عدم تأثير ذلك على العمل الحكومي، حيث صرح أنه (العمل الحكومي) يسير بانسجام تام تحت إشراف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وبتوجيهات من الملك، مؤكدا أن "الفضاء السياسي هو مجال حر لا يمكن أن نمارس عليه أي توصيات أو تدخلات". هذا الرد من الناطق الرسمي للحكومي، يأتي في وقت شهدت فيه الساحة السياسية المغربية تصعيدا بين بعض الأحزاب المشكلة للأغلبية، حيث أشاد حزب الأصالة والمعاصرة بنتائج قطاعات وزرائه، مطالبا حليفه حزب الاستقلال ببذل جهود أكبر في التعامل مع أزمة نذرة الماء، وهو الملف الذي يديره نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال. في المقابل، شهدت انتقادات من حزب الاستقلال للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حيث ألقى نزار بركة، خلال مهرجان خطابي مؤخرا، باللوم على الحكومة في تفاقم أزمة البطالة وغلاء المعيشة، وهو ما يُعتبر موجها لحليفيه الأصالة والمعاصرة وحزب التجمع الوطني للأحرار. رغم ذلك، قال بايتاس في تصريحاته على أن الحكومة تعمل بمنهجية واضحة بعيدا عن هذه الصراعات، حيث قال إن "ما يهمنا هو تحقيق الأهداف الكبرى التي سطرناها في البرنامج الحكومي"، دون الالتفات إلى أي تجاذبات سياسية قد تؤثر على انسجام العمل الحكومي. وتمثل هذه التوترات السياسية انعكاسا لتحركات الأحزاب استعدادا للانتخابات المقبلة، إذ توقع محللون أن تزداد حدة الخطابات السياسية في المرحلة القادمة، مع سعي كل حزب إلى تحسين صورته أمام الناخبين، حتى لو تطلب الأمر انتقاد أطراف متحالفة داخل الحكومة.