1. الرئيسية 2. المغرب الكبير الجزائر تحاول إقناع مواطنيها بتحسين وضعهم الاقتصادي من خلال استخراج احتياطيات الذهب عبر مناجم أقفلت أبوابها قبل 10 سنوات الصحيفة من الرباط الثلاثاء 31 دجنبر 2024 - 12:20 لجأت الجزائر إلى تعهد جديد قدمته لمواطنيها، تزامنا مع الدعوات المتزايدة للخروج إلى الشوارع والاحتجاج على تدني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حيث أعلنت أمس الإثنين عن الشروع في إنتاج الذهب، إلا أن المكان الذي تحدثت عنه والموجود في تامنراست، أغلق أبوابه فعليا منذ 10 سنوات. التأكيد جاء على لسان الرئيس المدير العام للمجمع المنجمي الصناعي "سونارام"، بلقاسم سلطاني، المعين حديثا، وتحديدا في نونبر الماضي، من طرف وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، يوما واحدا بعد خطاب الرئيس عبد المجيد تبون الذي تعهد بتحسين ظروف حياة المواطنين بدءا من سنة 2025 عبر استغلال احتياطيات المناجم. وقال المسؤول الجزائري، في تصريحات نقلها عنه وسائل إعلام محلية، إنه من المتوقع أن يشهد إنتاج الذهب في الجزائر "ارتفاعا ملحوظا" خلال السنوات القادمة، خاصة بعد إعادة بعث منجمي تيراك وأمسميسا بولاية تمنراست. إلا أن المنجمين المذكورين مُغلقان عَمليا، فمنجم أمسميسا، الذي جرى اكتشافه وتطويره من قبل شركة GMA Resource، والذي أنتجَ أول سبيكة ذهبية سنة 2008، سيُغلق أبوابه بعد ذلك ب 6 سنوات، على الرغم من أن الأرقام الرسمية تتحدث عن أنه يحتوي على أكثر من 3 ملايين طن من احتياطات الذهب. أما منجم "تيراك"، فأغلق أبوابه أيضا سنة 2014، على الرغم من أن الجزائر تتحدث عن أن احتياطيات الذهب فيه تصل إلى 730 ألف طن، وكان ضمن مناجم أخرى تعهدت الحكومة الجزائرية بإعادة استغلالها بدءا من سنة 2021، وذلك في خضم مساعي الرئيس عبد المجيد تبون لنيل ثقة المواطنين خلال ولايته الأولى، إثر حراك 2019. ووفق تصريحات المدير العام للمجمع المنجمي الجزائري، التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، فإن السلطات سلمت 46 رخصة للمؤسسات التي ترغب في الاستثمار في مجال استغلال الذهب، وفي المقابل أورد أن أن الإنتاج الوطنية خلال سنتين، ما بين 2022 و2024، لم يتجاوز 351 كيلوغراما. ويبدو هذا الرقم بعيدا عن إحداث أي تحول ملموس في عجلة الاقتصاد أو في ظروف عيش المواطنين، فإنتاج دولة غانا مثلا، وهي الأولى في إفريقيا، يصل إلى 129 طن سنويا، وفق أقام مجلس الذهب العالمي الصادرة سنة 2023، في حين يصل إنتاج جنوب إفريقيا إلى 114 طنا سنويا. أرقام إنتاج الجزائر بعيدة حتى على جيرانها الجنوبيين، مثل مالي التي تنتج حولي 94 طنا من الذهب، وموريتانيا التي تنتج أكثر من 15 طنا، في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير إعلامية محلية عن أن لاحتياطات الجزائرية تتعرض للنهب. وتأتي الوعود الجزائرية بخصوص الذهب، في سياق محاولات تهدئة دعوات الاحتجاجات المنتشرة من خلال وسم "مانيش راضي"، وهو ما دفع البلد الغني بالنفط والغاز إلى استحضار ثرواته المنجمية من أجل إقناع المواطنين الغاضبين بقرب تحسن أوضاعهم المعيشية. وكان تبون، في خطابه أمام مجلسي البرلمان، أول أمس الأحد، قد أورد "أطلقنا مشاريع كبرى ودخلنا لأول مرة منذ الاستقلال لاستغلال ثرواتنا حق الاستغلال"، وتابع أن هناك "مناجم قيد التخطيط لاستغلالها، ستكون مدرة للثروة ومناصب الشغل". وقال الرئيس الجزائري الذي سبق أن اعتبر أن دعوات الاحتجاج تمثل محاولة "لافتراس الدولة"، أن "السكة الحديدية ستصل إلى تمنراست وستساعدنا على استغلال ثروات منجمية جد هامة"، وأضاف أن ميناء وهران "سيستقبل أولى شحنات حديد غار جبيلات في 2026".