1. الرئيسية 2. تقارير خبراء: نجاح الوساطة المغربية للإفراج عن 4 مسؤولين فرنسيين من بوركينا فاسو يعكس قوة الحضور المغربي في إفريقيا الصحيفة – محمد سعيد أرباط السبت 21 دجنبر 2024 - 13:00 شكل نجاح الوساطة التي قادها الملك محمد السادس للإفراج عن أربعة مسؤولين فرنسيين كانوا محتجزين في بوركينا فاسو منذ دجنبر 2023، نقطة تأكيد جديدة على العلاقات المتميزة التي تجمع المغرب بالبلدان الإفريقية وقوة حضور الرباط في القارة، وهي البوادر التي ظهرت أكثر منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في 2017. وأوضحت وزارة الخارجية المغربية في بلاغ أصدرته في هذا السياق، أن استجابة رئيس جمهورية بوركينا فاسو، إبراهيم تراوري، لطلب الملك محمد السادس لهذه المبادرة الإنسانية، يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي تعليق على هذه الخطوة المغربية، قال المحلل السياسي محمد عطيف في تصريح ل"الصحيفة" إن "الدور الذي لعبته المملكة المغربية، ولا سيما الملك محمد السادس، للإفراج عن المسؤولين الفرنسيين يحمل دلالات سياسية ودبلوماسية تؤكد على مكانة المغرب وسمعته الجيدة لدى الدول الإفريقية". وأضاف عطيف، الخبير أيضا في العلاقات الدولية، أن احترام الدول الإفريقية للمغرب ينبع من كونه قوة إقليمية ذات صيت عالمي، مشيرا إلى أن هذه الوساطة تعكس الجانب الإنساني والأخلاقي في السياسة الخارجية المغربية. كما أشار عطيف إلى أن المغرب يواصل لعب دور محوري في القارة الإفريقية من خلال الدفاع عن مصالحها على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية في المحافل الدولية، مما يعزز مكانته كشريك موثوق به لدى دول القارة. من جهته، قال الخبير في القانون الدولي صبري الحو إن "قدرة المغرب على النجاح في هذه الوساطة تُبرز الانتشار المغربي في إفريقيا، حيث تعتمد المملكة على سياسة تجمع بين الاقتصاد والمشاورات السياسية لتحقيق أهدافها". وأشار الحو ضمن تصريحات ل"الصحيفة" إلى أن "الخطة المغربية الجديدة في إفريقيا تشمل توقيع عشرات الاتفاقيات الثنائية التي تضمن تعاونا مستمرا بين المغرب والدول الإفريقية، مع الابقاء على خط ساخن بين الرباط وعدد من العواصم الإفريقية، مما يضمن التعاون والتنسيق الثنائي". وأضاف الحو أن دبلوماسية الملك محمد السادس التي تعتمد على مشاريع تنموية كبرى لفائدة المواطن الإفريقي أثبتت نجاحها، مما أكسب المغرب شرعية وقبولا واسعا في إفريقيا، لا سيما في إطار مبدأ "رابح-رابح"، مبرزا أن نجاح هذه الوساطة يعكس المصداقية التي يتمتع بها المغرب وريادة الملك محمد السادس في تعزيز علاقات المملكة مع الدول الإفريقية، وأن هذه الجهود تؤكد على المكانة الاستراتيجية للمغرب في القارة. هذا ويرى خبراء آخرون في قراءات للوساطة المغربية، أن هذه الخطوة تأتي في سياق تعزيز الحضور المغربي في إفريقيا، لا سيما بعد عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، حيث أصبحت شريكا محوريا في العديد من الملفات الإقليمية. وبالنظر إلى الأوضاع السياسية المعقدة في بوركينا فاسو، يشير الخبراء إلى أن قبول القيادة البوركينية بالوساطة المغربية يعكس ثقة دول المنطقة في المغرب كوسيط نزيه وفعال، كما يعكس نجاح الوساطة، قدرة المغرب على تحقيق توازن بين مصالحه الوطنية والمساهمة في تعزيز السلم والاستقرار في إفريقيا، مما يعزز صورته كشريك دولي موثوق وقوة إقليمية ذات رؤية بعيدة المدى.