1. الرئيسية 2. تقارير مخاوف جزائرية من اصطفاف ترامب مع المغرب في قضية الصحراء.. والأوروبيون أمام تحدي خلق التوازن الصحيفة – بديع الحمداني السبت 21 دجنبر 2024 - 9:00 تتصاعد المخاوف في الجزائر بشأن إمكانية أن يتخذ الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مواقف أكثر انحيازا للمغرب في نزاع الصحراء، ولا سيما أن ترامب كان قد الرئيس الأمريكي الذي أعلن اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء خلال فترته الرئاسية، بخلاف الرؤساء الذين سبقوه، والذي خلف في البيت الأبيض بعد ذلك، جو بايدن. وجاء في تقرير جديد ل"مجموعة الأزمات الدولي"، أن انحياز ترامب إلى المغرب في قضية الصحراء قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية بين الجزائر والمغرب، وتُنهي حالة من الاستقرار النسبي بفضل التدخل الدبلوماسي الأمريكي خلال إدارة جو بايدن، الذي حاولت إدارته على خلق توازن بين البلدين بما يحفظ الاستقرار. وأشار التقرير إلى أنه في ظل التحول السياسي المرتقب في الولاياتالمتحدة، وخاصة إذا مال ترامب في سياسته إلى المغرب، فسيكون العبء الأكبر على الحكومة الأوروبية، التي قد تحتاج إلى تولي زمام المبادرة للمساعدة في إدارة التوترات بين الجارتين، أي المغرب والجزائر. وجددت المجموعة الدولية مرة أخرى في هذا التقرير، أن قضية الصحراء تُعد النقطة الرئيسية في الخلافات بين البلدين، حيث يطالب المغرب بالسيادة على الإقليم، بينما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى للاستقلال، مشيرا إلى أن هذا النزاع الطويل الأمد يُعزز التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة، وسط سباق تسلح متسارع بين الطرفين. ولمح التقرير إلى أنه مع قدوم إدارة ترامب الجديدة، تخشى الجزائر أن تنقلب المعادلة الدبلوماسية التي حافظت عليها إدارة بايدن، ويرجع هذا القلق بشكل خاص بعد اعتراف إدارة ترامب السابقة بسيادة المغرب على الصحراء في 2020، ما اعتُبر حينها خطوة مثيرة للجدل وغير مسبوقة. وقال التقرير إنه وفقا لمراقبين، قد يؤدي أي انحياز أمريكي واضح للمغرب إلى تقويض جهود الأممالمتحدة في إعادة إطلاق المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، مشيرا إلى أن هذا يأتي في وقتٍ حساس يشهد فيه النزاع تجددا للقتال بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ انهيار وقف إطلاق النار في عام 2020. وفي المقابل، تجد الدول الأوروبية نفسها في موقف حساس، إذ سيتعين عليها تكثيف جهودها للحفاظ على التوازن الدبلوماسي في المنطقة، بالرغم من أن دولا مثل فرنسا وإسبانيا أبدت دعمها للمغرب في قضية الصحراء، وهو ما أثار استياء الجزائر وزاد من تعقيد الأوضاع. ويرى محللون أن على الأوروبيين اتخاذ دور قيادي في تخفيف التوترات من خلال دعم جهود الأممالمتحدة، والتشجيع على استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، والعمل على احتواء سباق التسلح بين الجزائر والمغرب، الذي يُعد أحد أخطر عوامل زعزعة الاستقرار، حسب التقرير. علاوة على ذلك، يُمكن للاتحاد الأوروبي أن يلعب دورا محوريا في دفع الطرفين إلى احترام قواعد اللعبة الناشئة في الصحراء ، بما يشمل حماية المدنيين وضمان استمرار عمل بعثة الأممالمتحدة هناك، التي تواجه تحديات متزايدة تهدد مستقبلها. في الوقت ذاته، يشير التقرير، إلى أنه يتعين على المنصات الرقمية وشركات وسائل التواصل الاجتماعي تكثيف جهودها للحد من الخطاب التحريضي والمعلومات المضللة التي تساهم في تأجيج الخلافات بين الجزائر والمغرب، وتغذي الكراهية بين شعبي البلدين. وحسب التقرير، فإنه بالرغم من المخاوف المتزايدة، يبقى هناك أمل في أن تسهم الجهود الدولية في تحقيق تهدئة مستدامة وإعادة العلاقات بين الجزائر والمغرب، ويشدد خبراء على أن التعاون في مجالات مثل تأمين الحدود والتجارة يمكن أن يكون حجر الأساس لعلاقة أكثر استقرارا بين الجارين.