1. الرئيسية 2. المغرب الكبير قيس سعيّد يقترب من ولاية جديدة رئيسا لتونس في ظل أدنى نسبة مشاركة تسجلها البلاد منذ "ثورة الياسمين" الصحيفة - خولة اجعيفري الأثنين 7 أكتوبر 2024 - 15:57 شهدت الانتخابات الرئاسية في تونس، التي جرت أمس الأحد، إقبالاً ضعيفاً إذ لم تتجاوز نسبة المشاركة 27.7%، مقارنة ب 45% في الجولة الأولى لانتخابات 2019، وهي أرقام تعكس أدنى نسبة مشاركة تسجلها البلاد منذ ثورة 2011 التي أطلقت شرارة "الربيع العربي" وأعادت رسم ملامح المشهد السياسي التونسي، فيما ورغم هذا التراجع اللافت في إقبال الناخبين، يبدو أن قيس سعيّد لا يزال الأقرب إلى كرسي الرئاسة، بعدما تصدّر نتائج التصويت في معظم المحافظات، مما يرسخ موقعه كأبرز مرشح لقيادة تونس في المرحلة القادمة، وفق التقديرات الأولية لمراقبين. وأدلى التونسيون، أمس الأحد بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد من بين ثلاثة مرشحين يتقدمهم الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيّد، ثم منافسه الأبرز العياشي زمال الموجود حاليا رهن الاعتقال، والنائب السابق زهير المغزاوي، وذلك في أعقاب حملة انتخابية وسمت ب "الخافتة" كنتيجة للصعوبات الاقتصادية التي تكابدها البلاد. وتدعم التقديرات التي عمّمتها مؤسسة سيغما كونساي لسبر الآراء بتونس، فوز قيس سعيّد في الانتخابات عقب حصوله على 89.2% من أصوات الناخبين، مسجّلا فارقا كبيرا على العياشي زمال المسجون والذي حصل على 6.9% فقط من الأصوات، والنائب السابق زهير المغزاوي الذي نال 3.9% من الأصوات. وقال حسن الزرقوني مدير مكتب مؤسسة "سيغما كونساي" إن التقديرات التي توصلت إليها مؤسسته تشير إلى فوز سعيد في انتخابات الرئاسة بنسبة 89.2% بعدد أصوات بلغ مليونين و194 ألفا و150 صوتا، فيما حصل المرشح العياشي الزمال على نسبة 6.9% بعدد أصوات بلغ 169 ألفا و727 صوتا، و حصل المرشح زهير المغزاوي على نسبة بلغت 3.9% بعدد أصوات بلغ 95 ألفا و933 صوتا. وفي وقت رحّب سعيّد بهذه التقديرات معتبرا فوزه المتوقع بدافع ل"مواصلة معركة التحرير ورفع التحدّي تلو التحدي، والعمل على تطهير البلاد من الفساد والمفسدين"مشيرا إلى أن "سيادة الدولة بشعبها، هي فوق كلّ اعتبار"، رفض منافسيه بث هذه التقديرات "غير الصحيحة" وفق تعبيرهم معتبرينها "خرقا للقوانين المؤطرة للانتخابات، وتعبيد للطريق وتحضير نفسي للرأي العام". وفي هذا الإطار قال المرشح زهير المغزاوي، إن نتائج الاستطلاع المعلن عنها بعد إغلاق صناديق الاقتراع، "غير صحيحة ومجانبة للصواب، وكل المعطيات المتوفرة لدينا تؤكد ذلك، فهي نتائج تمثل تمهيدا للرأي العام، كي يقبل بنتائج ستعلنها الهيئة العليا للانتخابات لاحقا". وطالب المغزاوي الجيش ومؤسسات الدولة ب"حماية الانتخابات وسلامة مستقبل تونس"، قائلا إن "كله ثقة بأن مؤسسات الدولة التونسية ستعلن عن نتائج مغايرة لما تم إعلانه استنادا إلى استطلاع الآراء". وبدورها، نددت حملة المرشح العياشي زمال الموجود حاليا قيد الاعتقال، بنشر التلفزيون الحكومي لنتائج استطلاع تؤكد تقدم سعيد على منافسيه في سباق الرئاسة، موردة "القناة التلفزيونية الوطنية 1، عمدت إلى نشر نتائج استطلاع مزعوم لنتائج الانتخابات الرئاسية، في تجاوز لنصوص القانون وبغاية توجيه الرأي العام نحو تقبل نتائج بعينها، ونحن على ثقة تامة بمرور المرشح العياشي زمال إلى الدور الثاني"، وفق نص البيان. وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي التونسي، سامي حمدي، إنه من الحمق اعتبار الانتخابات الرئاسية الحالية "طبيعية" أو تساير المسار الديمقراطي للبلاد، بوجود ممارسات غريبة وغير معهودة في البلاد، تتنافى والنزاهة، لعل في مُقدّمتها سجن المنافسين وتعديل القوانين الانتخابية قبل وقت قصير من إجراء الانتخابات. حمدي، وفي تصريح ل "الصحيفة"، نبّه إلى أن الرئيس الحالي والمرشح للرئاسيات قيس سعيّد استباح كل الطرق والأساليب للظفر بعهدة ثانية، بطريقة قوضت العديد من المكاسب الديمقراطية التي حققتها تونس بعد ثورة 2011، وعلى مرأى من الجميع بعدما سخّر مؤسسات الدولة بما فيها القضاء والهيئة الانتخابية لخدمة مصالحه السياسية، ولحملته وجعلها تحت إمرة قراراته التي تتنافى والمسار الديمقراطي لتونس وقوانينها ودستورها. وأشار المحلل السياسي، إلى ما يُكابده المجتمع التونسي منذ تولّي سعيّد للرئاسة، وتوازيا مع القرارات غير الديمقراطية التي اتخذها في 2021 وعززت الشعور العام بالسأم والنفور من الحياة السياسية، الأمر الذي ترجمته نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية وتسجيلها لأدنى مستوى سيّما في صفوف الشباب مع الإشارة إلى أن الفئة العمرية من 36 إلى 60 عاما، هي التي كانت أعلى مشاركة أي بنسبة 65% من نسبة المشاركين في هذه الانتخابات، وفق الهيئة، وهنا نسجل تراجعا مهما في مشاركة الشباب خلافا للرئاسيات السابقة، مع العلم أن هذه الفئة بالذات باتت تُقبل على قوارب الموت والهجرة غير النظامية بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة وهذا مؤشر آخر على انعدام الأمل لديهم وفقدانهم الثقة في مؤسسات الدولة في ظل انعدام الفرص السياسية والاجتماعية. وشدّد المتحدث، على أن تونس اليوم، تُعاني حالة من اليأس الجماعي التي ضخّمت لامبالاتهم إزاء الانتخابات ونتائجها التي تبدو ظاهرة أنها محسومة سلفا لصالح سعيد دون تحقيق تغيير.