1. الرئيسية 2. تقارير في ظل الصمت السائد بشأن أحداث الهجرة بالفنيدق.. عبد الفتاح الزين: ليس لدينا حكومة ولا معارضة في المغرب الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأثنين 16 شتنبر 2024 - 18:00 عاشت منطقة الفنيدق في الأيام الأخيرة، على وقع تدفق الآلاف من الشباب والمراهقين والقاصرين المغاربة، بهدف تنظيم محاولات اقتحام جماعية لمدينة سبتةالمحتلة، وهو ما أدى إلى مواجهات مع قوات الأمن التي استعدت مسبقا بإنزال أمني كثيف بالمنطقة، للتصدي لتلك المحاولات. وحدثت بين ليلة السبت وصبيحة الأحد، اشتباكات بين القوات الأمنية والعشرات من الراغبين في تنفيذ اقتحامات لمدينة سبتة، وقد أسفر ذلك عن وقوع إصابات في صفوف الراغبين في الاقتحام والعناصر الأمنية، دون أن يحدث أي اختراق للسياج الحدودي لمدينة سبتةالمحتلة. وانتقدت العديد من الفعاليات الصمت الذي يسود الحكومة عما يجري في الفنيدق وضواحيها، مما يؤكد ما سبق أن صرحت به العديد من الأطراف، بأن "الحكومة في واد والشعب في واد آخر"، في حين يحمل آخرون جميع الأحزاب، بما فيها المعارضة، مسؤولية ما يحدث. وفي هذا السياق، قال الدكتور عبد الفتاح الزين، منسق الشبكة الإفريقية للهجرة والتنمية، في تصريح ل"الصحيفة"، إن ما يحدث في الفنيدق، هو ليس ظاهرة هجرة، وإنما "وضعية اجتماعية انتجتها السياسة"، محملا مسؤولية ما يجري للحكومة من جهة، ولفقدان الثقة في الفاعلين السياسيين ولأحزاب المعارضة من جهة أخرى، مشددا على "أننا لا نتوفر لا على حكومة ولا على معارضة في المغرب حاليا". وأضاف الزين، بأن مسألة الهجرة أصبحت ذات ارتباط وثيق بالسياسة، وأن ما يحدث هو نتاج لها، مشيرا إلى أن الشباب المغربي الذي يحاول الهجرة الآن بكل الطرق "كفر بالوطن" لأنه فقد الثقة في الحكومة والأحزاب السياسية بسبب غيابها عن اهتماماته، وغياب برامج واضحة لها، وتركيزها فقط على التراشق السياسي الانتخابي واطلاق وعود فضفاضة. واعتبر الزين في الصدد نفسه، أن دور الحكومة والأحزاب غائب تماما، مشيرا إلى أن الأوراش الملكية هي الوحيدة التي تتماشى مع التطلعات وتُعطي النتائج في الوقت الراهن، في حين أن الحكومة لم تستطع إخراج قانون محاربة الفساد الذي لازال في البرلمان، مشيرا إلى أن التماطل في إخراج مثل هذه القوانين تساهم في الوضع الذي شهدته منطقة الفنيدق. وأكد منسق الشبكة الإفريقية للهجرة والتنمية، على ضرورة تكاتف جميع الجهات المعنية لتجاوز مثل هذه الأوضاع، بداء بإخراج القوانين المكافحة للفساد، وأن تتحرك الحكومة لتقوم بأدوارها، وجميع المؤسسات، والأحزاب، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس أعطى إشارات في عدد من خطاباته، من بينها "خطاب أين الثروة"، وخطاب آخر نبه فيه إلى أن المواطن لم يعد يثق في الفاعل السياسي، إضافة إلى خطابات أخرى دعا فيها الملك إلى الجدية في العمل. وقال الزين في هذا السياق، إن الملك محمد السادس قدم إشارات واضحة في العديد من الخطابات، إلا أن الحكومة والأحزاب لم تلتقط تلك الإشارات، مما أدى إلى الوضع الذي يحدث اليوم من محاولات الآلاف من الشباب والمراهقين المغاربة في الهجرة، داعيا إلى ضرورة أن تقوم هذه الأطراف بإعادة النظر.