1. الرئيسية 2. آراء مرحلة جديدة في الذكاء الاصطناعي: إنشاء صور مرئية انطلاقا مما نفكر فيه نجيب مصطفى كمالي الأربعاء 21 غشت 2024 - 0:10 في عصرنا الحالي، حيث يشهد العالم تطوراً سريعاً في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية، تبرز واحدة من الإنجازات الأكثر إثارة للدهشة والتأمل: قدرة الذكاء الاصطناعي على إعادة تكوين الصور من الأفكار البشرية. نعم، أصبح من الممكن الآن أن تتحول الأفكار في عقولنا إلى صور مرئية بفضل التكنولوجيا المتقدمة. هذه التقنية، التي تم تطويرها من قبل باحثين في مختبر كولد سبرينغ هاربور (Cold Spring Harbor Laboratory) في نيويورك، تمثل خطوة كبيرة نحو فهم أعمق للعقل البشري، وربما فتح آفاق جديدة لمستقبل لا يزال قيد الاستكشاف. التكنولوجيا التي تحول الأفكار إلى صور على الرغم من أن هذه التكنولوجيا لا تقرأ الأفكار في الوقت الحقيقي، إلا أنها تستخدم تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (IRMf) والتعلم الآلي لتحقيق إنجاز مذهل: إعادة تكوين الصور مباشرة من النشاط العصبي المسجل من دماغ الشخص. الفكرة الأساسية وراء هذا الإنجاز هي تحليل البيانات العصبية المستمدة من الأفراد الذين عُرضت عليهم مجموعة من الصور الفوتوغرافية. باستخدام هذه البيانات، تمكنت خوارزمية الذكاء الاصطناعي من إعادة إنشاء الصور التي شاهدها هؤلاء الأفراد بدقة عالية. هذا الإنجاز يثير التساؤلات حول كيفية عمل هذا النظام. يعتمد الذكاء الاصطناعي على تغذية خوارزمياته بتسجيلات النشاط الدماغي، مما يسمح له بتحديد العلاقات بين الإشارات العصبية والمحفزات البصرية. بعبارة أخرى، يقوم الذكاء الاصطناعي بتفسير الأنماط العصبية الملتقطة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي ويحولها إلى صور يمكننا رؤيتها. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لا تزال بعيدة عن القدرة على فك رموز أفكارنا في الوقت الحقيقي، إلا أن التقدم الذي تحقق يعتبر خطوة مهمة نحو ذلك الهدف. حدود التكنولوجيا الحالية وإمكانياتها المستقبلية في حين أن هذه التكنولوجيا تبدو وكأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي، إلا أن لها بعض القيود. على سبيل المثال، يبدو أن النظام أكثر فعالية في إعادة تكوين الصور التي تم إنشاؤها بواسطة ذكاء اصطناعي آخر مقارنة بالصور الفوتوغرافية التقليدية. هذا يعود إلى أن الصور التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي الآخر تحمل أنماطًا وتوقيعات مميزة يسهل على خوارزمية إعادة البناء التعرف عليها. مع ذلك، لا يزال النظام في مراحله الأولى. ومن المتوقع أنه مع مرور الوقت، سيتحسن ويصبح أكثر دقة وفعالية. إذا وصل هذا النظام إلى مرحلة النضج التكنولوجي، فمن المحتمل أن يكون له تطبيقات واسعة النطاق. على سبيل المثال، في مجال الطب، يمكن أن يساعد هذا النظام المرضى الذين يعانون من إصابات دماغية أو اضطرابات عصبية في التواصل من خلال فك رموز أفكارهم. في المجال الفني، يمكن أن يتمكن الفنانون من تحويل أفكارهم ومشاعرهم إلى أعمال فنية مرئية بمجرد التفكير فيها. المستقبل: بين الحذر والأمل من المهم أن ننظر إلى هذا التطور بحذر. فعلى الرغم من الإمكانيات الهائلة التي يتيحها، إلا أن القدرة على قراءة الأفكار وتحويلها إلى صور تثير قضايا أخلاقية وقانونية كبيرة. كيف يمكننا ضمان خصوصية الأفراد ومنع إساءة استخدام هذه التكنولوجيا؟ كيف يمكن تنظيم استخدامها بطرق تحمي حقوق الإنسان؟ هذه الأسئلة تظل حاضرة في كل نقاش حول التكنولوجيا العصبية المتقدمة. ولكن، بغض النظر عن التحديات، يبقى هذا التطور علامة فارقة في فهمنا للعقل البشري وإمكانيات الذكاء الاصطناعي. ومع استمرار الأبحاث والتطورات، قد نشهد في المستقبل القريب تحول هذه الأفكار إلى واقع ملموس، مما يفتح آفاقاً جديدة لعالم قد يكون أكثر ترابطاً بين العقل والتكنولوجيا▪