1. الرئيسية 2. المغرب الكبير سعيد يربط مصير الانتخابات الرئاسية في تونس بنظيرتها في الجزائر.. هل تستمر أزمته مع المغرب بسبب تحالفه مع تبون؟ الصحيفة من الرباط الأربعاء 3 يوليوز 2024 - 12:38 ربط الرئيس التونسي قيس سعيد مصير الانتخابات الرئاسية في بلاده بمصير الانتخابات الرئاسية الجزائرية، حيث حدد، أمس الثلاثاء، يوم 6 أكتوبر 2024 موعدًا لإقامتها، أي بعد شهر واحد فقط من الاستحقاقات التي ستشهدها جارته، والتي لم يتضح بعد ما إن كان حليفه فيها، عبد المجيد تبون، سيترشح لها أم لا. وجاء في بلاغ مقتضب صادر عن رئاسة الجمهورية في تونس، مساء أمس، أن رئيس الجمهورية قيس سعيد، أصدر "أمرًا يتعلق بدعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية يوم الأحد 6 أكتوبر 2024"، دون أي إشارة بخصوص ما إذا كان سيُقدم أوراق ترشيحه لها أم لا، وهو النهج نفسه الذي اتبعه حليف تبون، والذي انتخب لأول مرة سنة 2019 شأنه شأن جاره. وتسببت العلاقة بين تبون وسعيد، الذي انفرد بالسلطة منذ 2021، في العديد من الأزمات الداخلية والخارجية للبلاد، بما في ذلك القطيعة الدبلوماسية مع المغرب، حين نحَت تونس عن حيادها في ملف الصحراء، واستقبل رئيسها بشكل رسمي زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، باعتباره "رئيس دولة"، في مطار قرطاج الدولي. وستجري الانتخابات الرئاسية في الجزائر بتاريخ 7 سبتمبر 2024، قبل 3 أشهر من موعدها الطبيعي، بعدما دعا إليها الرئيس تبون في مارس الماضي، لتصبح استحقاقات سابقة لأوانها، وإلى حدود اللحظة لم يتضح ما إذا كان الرئيس البالغ من العمر 79 سنة سيُعلن ترشحه لخوض السباق الانتخابي من أجل الاستمرار رئيسًا للبلاد لولاية ثانية. وقد تُتيح هذه الانتخابات تحسين العلاقات مع الرباط، خصوصًا إذا لم يستمر سعيد رئيسًا للبلاد، لكن معارضيه لا ينظرون إلى الأمر بكثير من التفاؤل، على اعتبار أن سعيد أحكم قبضته على مفاصل الدولة وقام بحل البرلمان المنتخب بشكل ديمقراطي وتغيير الدستور، ومطاردة معارضيه بمن فيهم الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي. وتقول أحزاب المعارضة الرئيسية، بما في ذلك حزب النهضة الإسلامي والحزب الدستوري الحر، إن هناك محاولة لإقصاء المنافسين البارزين المحتملين للرئيس، وفق "رويترز"، وانتقد سعيد هذا العام ما وصفه ب"تهافت السياسيين على الترشح للانتخابات الرئاسية"، قائلًا إن "هدف أغلبهم هو الكرسي"، معتبرًا أن "الذين قاطعوا الانتخابات البرلمانية سابقًا أصبحوا يتهافتون على المنصب الآن". وفي أواخر أغسطس من سنة 2022، استدعى المغرب سفيره في تونس، حسن طارق، احتجاجًا على قيام سعيد باستقبال زعيم "البوليساريو"، بعدما وجه له دعوة لحضور مؤتمر طوكيو الثامن للتنمية الإفريقية "تيكاد 8" بتونس العاصمة، لتقوم الخارجية التونسية بإجراء مماثل، قبل أن تكشف اليابان، باعتبارها الجهة المنظمة، أنها لم توجه أي دعوة للكيان الانفصالي وأنها لا تعترف به. وأعلن المغرب حينها عدم المشاركة في المؤتمر كما أصدرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بلاغًا قالت فيه إنه "بعد أن ضاعفت تونس مؤخرًا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا، جاء موقفها في إطار منتدى التعاون الياباني الإفريقي "تيكاد" ليؤكد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي". وجاء في وثيقة الخارجية المغربية أن "تونس قررت، ضدا على رأي اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، بشكل أحادي الجانب، دعوة الكيان الانفصالي"، وأضافت أن الاستقبال الذي خصصه رئيس الدولة التونسية لزعيم الميليشيا الانفصالية "يعد عملًا خطيرًا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية".