1. الرئيسية 2. تقارير بسبب أزمتها مع مدريد.. الجزائر تلتزم الصمت حيال مواقف إسبانيا الإيجابية من القضية الفلسطينية الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأثنين 10 يونيو 2024 - 15:00 بخلاف المغرب الذي أشاد بخطوة إسبانيا المتعلقة بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، لجأت الجزائر إلى التزام الصمت حيال هذا الأمر، بالرغم من أن الأخيرة ترفع شعار دعم القضية الفلسطينية والإشادة بأي موقف يدعم هذه القضية، مثلما فعلت مؤخرا مع سلوفينيا التي أعلنت بدورها اعترافها بدولة فلسطين. وسجل ملاحظون، غياب أي رد فعل جزائري بشأن المواقف الأخيرة التي تبنتها حكومة بيدرو سانشيز بشأن فلسطين، بالرغم من أن مدريد اتخذت عدة مواقف إيجابية عديدة في الفترة الأخيرة، من أبرزها إدانتها لقتل المدنيين والأطفال في قطاع غزة، ومطالبتها بإيقاف العدوان الإسرائيلي على القطاع، انتهاء بالإعلان الرسمي بالاعتراف بدولة فلسطين. ووفق ما وصفته العديد من التقارير الإعلامية الدولية، فإن مواقف إسبانيا تُعتبر استثناء كبيرا في وسط الدول الغربية التي تبنى أغلبها مواقف منحازة لإسرائيل، وهو ما جعلها محط إشادة واسعة من طرف الدول العربية، ومن بينها المغرب، عدا الجزائر التي قررت التزام الصمت بهذا الشأن. ويرجع هذا الصمت، بشكل واضح، إلى الأزمة "الصامتة" القائمة بين الجزائر وإسبانيا، خاصة من الطرف الجزائري، ولا سيما بعدما رفضت مدريد التراجع عن موقفها الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، بإعلان مساندتها لمقترح الحكم الذاتي كحل نهائي لنزاع الصحراء. ويبدو واضحا أيضا، أن العلاقات بين البلدين لم تصل إلى "التطبيع الكامل"، في ظل عدم قيام وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، بزيارة إلى الجزائر، بعدما فشلت الزيارة التي كانت مقررة في فبراير الماضي، لرفض الوزير الإسباني الحديث عن قضية الصحراء مع نظيره الجزائري. وكانت تقارير إعلامية إسبانية، قد قالت عقب فشل تلك الزيارة إن العلاقات بين مدريدوالجزائر، عادت مرة أخرى إلى الوضع "الصامت" بعد الفشل في تحقيق مصالحة كاملة بعد إلغاء زيارة وزير الخارجية الإسبانية، خوسي مانويل ألباريس، التي كانت مقررة في 12 فبراير دون أن تحدث بسبب رفض الوزير الإسباني مناقشة قضية الصحرء المغربية مع نظرائه الجزائريين. ووفق نفس المصادر، فإن الوضع ازداد "تأزما" بعد قيام رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بزيارة إلى المملكة المغربية في 21 فبراير الماضي، ولقائه بالعاهل المغربي الملك محمد السادس، وتأكيده مرة أخرى على دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية. كما تحول وزير الخارجية الإسباني وفق ما وصفته صحيفة "الانبنديينتي" الإسبانية، إلى شخص "غير مرغوب فيه" من طرف الجزائر، بالنظر إلى رفضه مناقشة قضية الصحراء في الجزائر، ورفضه للإشارة إلى هذه القضية بأي شكل من الأشكال خلال الإعداد لزيارته للقائه بنظيره الجزائري أحمد عطاف، مما دفع بالجزائر إلى إلغاء الزيارة بشكل كامل. وحسب الصحافة الإسبانية، فإن المجهودات الدبلوماسية التي بُذلت منذ حوالي سنتين لإنهاء الأزمة مع الجزائر، تعثرت في فبراير الماضي بسبب خلافات حول الاعداد لزيارة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر، وبالتالي فإن آفاق العلاقات بين البلدين لم تعد معروفة، حيث يسود الصمت حاليا بشأن هذا الموضوع. وبالرغم من أن الجزائر ترفع دائما شعار "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، إلا أنها مع إسبانيا، ارتأت أن تضع أزمتها مع مدريد في المقدمة قبل القضية الفلسطينية، علما أن إسبانيا لم تتبنى أي موقف مضاد للجزائر في قضاياها الداخلية، حسب ما يرى كثير من المتتبعين للعلاقات في المنطقة.