ما تزال التداعيات السياسية لإلغاء الزيارة التي كان مقرراً أن يقوم بها، وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إلى الجزائر، ترخي بظلالها على علاقات البلدين، مبددة التكهنات بتحسّن العلاقات بين الجزائرومدريد. وهو تحوّل قرّره الوزير الإسباني نفسه، رسمياً، بسبب "مشاكل في الأجندة " من الجانب الجزائري.
ووفق ما نقلته صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن الأزمة السياسية التي تصيب علاقات مدريدوالجزائر لا ترتبط بإلغاء الزيارة وإنما بمصالح متقاطعة، فمدريد لم تقبل الخروج عن الممارسة المعمول بها في الجزائر، والتي تقضي بأن يستقبل رئيس الجمهورية وزراء الخارجية الذين يزورون الجزائر العاصمة.
ولا تخفي الجزائر تحفّظاتها العلنية والمضمرة بخصوص "المواقف الغامضة" لخوسيه مانويل ألباريس بشأن ملف الصحراء المغربية، "على عكس رئيس حكومته بيدرو سانشيز، الذي تطورت مواقفه بشكل واضح بشأن هذه القضية".
وترى الصحيفة الفرنسية أنه من خلال رفض استقبال وزير الخارجية الإسباني، يبدو أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يريد التمسّك بالحد الأدنى من التطبيع مع إسبانيا.
وبعد مجموعة من الأحداث السياسية المتسارعة التي أساسها تقارب بين مدريد والرباط، سلّطت السلطات الجزائرية الضوء على إحداث فرق بين الحكومة الإسبانية والشعب، حيث اعتبرت الدولة الجزائرية وقتها بأن دعم مدريد للحكم الذاتي في الصحراء هو قرار حكومي غير ملزم للدولة الإيبيرية، وهو ما نفته الوقائع التي تلت ذلك.