1. الرئيسية 2. تقارير لا شيء ل"أوهام" البوليساريو.. يولاندا دياز تنفذ وعودها "الواقعية" التي ناقشتها مع سانشيز خلال تشكيل الحكومة الصحيفة – محمد سعيد أرباط الثلاثاء 28 ماي 2024 - 16:15 أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، اليوم الثلاثاء، اعتراف بلاده بشكل رسمي بالدولة الفلسطينية، ليُنفذ بذلك واحدا من الوعود والشروط التي وضعتها زعيمة حزب "سومر" يولاندا دياز، من أجل المشاركة في تشكيل الحكومة خلال المفاوضات التي كان قد قادها سانشيز عقب فشل الحزب الشعبي في تشكيلها بعد انتخابات 23 يوليوز الماضي. وكان سانشيز قد أعلن في 24 أكتوبر الماضي، أنه توصل إلى اتفاق مع يولاندا دياز لتشكيل الحكومة الجديدة في إسبانيا، مُعلنا موافقته على بنود الوثيقة التي قدمتها دياز كشروط للمشاركة معه في التشكيل الحكومي، وكان من ضمن هذه البنود مساندة أوكرانيا ضد العدوان الروسي، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة. وكانت تلك الوثيقة قد أثارت سخط جبهة البوليساريو الانفصالية، لأنها لم تشر لا من قريب أو من بعيد لما تسميه البوليساريو ب"القضية الصحراوية"، وأشارت فقط إلى حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة، وبالتالي فإن دياز ساهمت بشكل كبير في تحقيق هذا المطلب من طرف حكومة سانشيز اليوم، ولا يُتوقع بالمقابل أن تجني جبهة البوليساريو أي مكسب مماثل من طرف الحكومة الإسبانية. وحسب متتبعين للعلاقات الإقليمية، فإن تغييب دياز للقضية الصحراوية في وثيقتها المطلبية لسانشيز، والتركيز فقط على القضية الفلسطينية، يرجع سبب ذلك إلى الفرق بين "الواقعية والوهم" في القضيتين، حيث تعترف جل دول العالم بواقعية مطلب الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في تأسيس دولتهم المستقلة، في حين تغيب هذه الواقعية لدى البوليساريو. وأضافت نفس المصادر، أنه بالرغم من المحاولات الحثيثية للجزائر وجبهة البوليساريو، ل"إلباس" ما يُسمى "القضية الصحراوية" ثوب "القضية الفلسطينية"، إلا أن كل تلك المساعي لم تُكلل بالنجاح، حيث دائما تُصر جل الأطراف الدولية إلى التفرقة بين القضيتين لوجود تباينات صارخة بينهما. ويُعزز موقف مدريد الجديد الداعم لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة، مع دعم مغربية الصحراء، هذا الموقف الدولي الذي يؤكد على أن الواقع، هو أنه لا توجد أي علاقة بين قضية الشعب الفلسطيني، وقضية ما تُسميه البوليساريو ب"الشعب الصحراوي". هذا وتجدر الإشارة إلى أن إعلان إسبانيا اعترافها بدولة فلسطين، سيساهم في تطابق وجهات النظر بين مدريد والرباط في دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، مما سيكون له أثر إيجابي على العلاقات الثنائية بين الطرفين.