تضع الحكومات والمؤسسات المالية يدها على قلبها مخافة وقوع انهيار مالي ضخم، وذلك بعدما شهدت أسواق الأسهم تقلبات حادة على مدار الأسبوعين الماضيين تحت تأثير التهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة على الصين، ثم تأجيل فرض تلك الرسوم، فضلا عن مخاوف النمو والاضطرابات السياسية في إيطاليا وعدم الاستقرار في هونغ كونغ. لكن هبوط الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى في ستة أشهر الأربعاء، وصدور بيانات قاتمة من اقتصادات كبرى، بما في ذلك الصينوألمانيا، تسبب في تزايد المخاوف من ركود عالمي يلوح في الأفق. وأعلنت المملكة المتحدة الأسبوع الماضي أن الناتج المحلي الإجمالي حقق نموا سلبيا خلال الربع الماضي، وهذا الأسبوع أعلنت ألمانيا حصول انكماش في الناتج المحلي الإجمالي مع تحقيق سنداتها لأجل 10 سنوات عائدا سلبيا قياسيا بلغ 0.62 في المئة. وبالمقابل أشارت بيانات صناعية من منطقة اليورو إلى أداء ضعيف في يونيو، بينما تباطأ نمو الإنتاج الصناعي في الصين في يوليو إلى أدنى مستوى في أكثر من 17 عاما. وفي مؤشر على شعور المستثمرين بالقلق من أن الاقتصاد الأمريكي، الأكبر في العالم، ربما يتجه صوب الركود، انقلب منحنى فائدة سندات الخزانة الأميركية الأربعاء للمرة الأولى نحو 12 سنة، وحصل هذا الانقلاب في منحنى عائد سندات الخزانة الأميركية لآخر مرة في ديسمبر 2007، أي قبل وقوع الانهيار الاقتصادي عام 2008 ب 12 شهرا. وتراجعت بورصات الخليج بدورها أمس الخميس، مع انعكاس منحنى عوائد السندات الأميركية وارتفاع المخاوف من أن الاقتصاد العالمي يتجه صوب الركود. وتراجع مؤشر البورصة في دبي 1.3 في المائة بقيادة أسهم الشركات العقارية، وانخفض سهم إعمار العقارية، 1.9 في المائة والتي تعتبر أكبر شركة للتطوير العقاري مدرجة في البورصة، بينما هبط سهم داماك العقارية بنسبة 3.2 في المائة. وهبط مؤشر سوق الأسهم القطرية 2.4 في المائة، لكنه عوض بعض الخسائر ليغلق منخفضا بنسبة 0.6 في المائة، وفي البورصة المصرية، أغلق المؤشر "إي جي إكس 30" منخفضا 1.7 في المائة منهيا أربعة أيام من المكاسب.