"الهندسة السرية بين أفريقيا غاز وساوند إنيرجي البريطانية ومديرية الضرائب لاحتكار عزيز أخنوش غاز تندرارة". هذا هو عنوان تحقيق خاص لعدد فبراير 2024 من جريدة الصحيفة الورقية، يسلط الضوء حول مشروع حقل تندرارة للغاز الطبيعي، حيث يكشف التحقيق العديد من الخروقات والشبهات التي مَيّزت هذه الصفقة التي جرت أطوارها بين الرباط وبورصة لندن في تضارب صارخ للمصالح وشبهات التداول من الداخل وممارسات منافية لمبادئ المنافسة الحرة مثل التركيز الاقتصادي والاحتكار. في هذا التحقيق الخاص التي تطلب الاشتغال عليه أسابيع من البحث والتقصي والمتابعة والتواصل مع المؤسسات الدستورية المعنية بالملف، تكشف "الصحيفة" عن العديد من المناطق المظلمة على صفقة مرّت في صمت بعيدا عن أعين الإعلام وسلطات الرقابة، أو هكذا أريد لنا أن نقتنع! كيف تم الضغط ضريبيا على شركة "ساوند إنرجي" البريطانية المالكة ل 75 في المائة من حقل تندرارة من أجل الجلوس على طاولة التفاوض لبيع جزء من أسهمها بالمغرب؟. ثم كيف رُتب اجتماع بين وزير المالية حينها محمد بنشعبون المنتمي لحزب الأحرار الذي يرأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش بحضور مديرية الضرائب التي توجد تحت سلطة الوصاية لوزير المالية، وبوجود أمينة بنخضرة مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن التي كانت على نفس الطاولة التي أفضت إلى تنازل مديرية الضرائب عن 13 مليون دولار ثم 23 مليون دولار في تسوية غامضة، انكشف جزء منها حينما اضطرت الشركة البريطانية لأن تعلن بحكم وضعها في بورصة لندن أن "إفريقيا غاز" اشترت 9.8 من أسهم الشركة بما قيمته مليوني جنيه استرليني، وبالتالي أصبح أخنوش شريكا في "غاز تندرارة"؟ كيف أخفت الشركة البريطانية بيع هذه الأسهم لشركة رئيس الحكومة المغربية حتى تعلن تسوية ضرائبها مع مديرية الضرائب مما رفع من أسهمها في ب 11 في المائة في بورصة لندن وربحت ملايين الدولارات كما ربحها أخنوش؟ كيف سكت مجلس المنافسة على انقضاض "افريقيا غاز" عبر اتفاق سري مع ساوند إنرجي شهر ماي 2021 لاحتكار توزيع وبيع الغاز المسال التي أعلنت الشركة البريطانية عن إنتاجه من "حقل تندرارة" للعشر سنوات القادمة بمعدل 100 مليون متر مكعب في السنة على الأقل؟ كيف أسقطت مديرية الضرائب ملايين الدولارات عن الشركة البريطانية وما هي مبرراتها في ذلك؟ ثم كيف أعلن عن هذه التسوية الضريبية في خضم ضجيج بداية الحملة الانتخابية ل 8 شتنبر 2021؟ هي أسئلة من بين أخرى يكشف عنها تحقيق "الصحيفة الورقية" في عدد فبراير 2024، التي يتضمن أيضا، ملفا عن "ثقوب" برنامج "انطلاقة" الذي أصبحت دراسات جدوى تمويله منسوخة تباع لمن يدفع أكثر. كيف كشفت العديد من المعطيات عن وجود فواتير مزورة في الملفات المقدمة، وعن وتهريب الأموال المتحصل عليها من تمويل البرنامج، كما أن 18% من المستفيدين من "انطلاقة عاجزُون عن سداد ديونهم للأبناك. في نفس العدد، تقرير خاص عن سلة غذاء المغاربة. ماذا نأكل؟ وهل طعامنا مغشوش وفاسد وغير مراقب؟ الجواب نعم. هذا ما أفضى إليه تقرير للمجلس الأعلى للحسابات في الموضوع. نكشف في هذا التقرير من ست صفحات عبر مختصين ومعطيات دقيقة عن حالات تسمم وصادرات من الخضر والفواكه أعيدت من مختلف الدول لأن بها مبيدات قاتلة، وعن عمل لجان المراقبة الصحية، ومدى خطورة سلة غذاء المغاربة. في الملف الاجتماعي، نرصد ضمن نفس العدد تقريرا مطولا بعنوان: "المُؤثّرون" بالمغرب.. فوضى تدفع ضريبتها الأسرة والمجتمع. حيث نرصد الظاهرة اقتصاديا وبالتحليل، ونتحدث مع فاعلين في الموضوع ونرصد نماذج بعض الدول التي تعاملت مع ظاهرة قلبت بعض المفاهيم المجتمعية.