مرت ساعات على حكم اللجنة التأديبية التابعة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الذي أكد هزيمة فريق الرياضي في مباراة إياب نهائي عصبة الأبطال، وبالتالي تتبيث فريق الترجي الرياضي التونسي بطلا للنسخة، ولم يتجرع بعد الشارع "الودادي" مرارة خسارة قضية كانت معروضة على أنظار "الكاف" قبل أن تتحول إلى محكمة التحكيم الرياضية، لتعود إلى العاصمة المصرية القاهرة من أجل البث فيها. كيف خسرت الوداد ملف "قضية نهائي العصبة"؟ في الوقت الذي التجأ فيه كل من ناديي الوداد الرياضي والترجي التونسي، طرفا مباراة إياب نهائي مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، في 31 ماي الماضي، إلى محكمة التحكيم الرياضية "TAS، للطعن في قرار المكتب التنفيذي ل"الكاف" بشأن إعادة المباراة على ملعب محايد، وقف الرأي العام الرياضي القاري والعالمي أمام ملف غير مسبوق، تحول من أرضية الميدان إلى رداهات القانون. في ظل هذا المعطى، تسلح كل من الوداد والترجي بترسانة من النصوص والبنود القانونية، لإثباث قوة ملف عن الآخر، فكان لكل طرف دفوعاته الشكلية فيما يخص الطعن في قرار "الكاف"، كما أن جوهر الأخيرة يطالب بأحقية التتويج باللقب بالنسبة للوداد والاحتفاظ به بالنسبة للترجي. وفي الوقت الذي حضر التونسيون بشكل جيد للموعد الحاسم بالعاصمة السويسرية لوزان، معتمدين على الهيئة القانونية التي تشتغل داخل النادي وخبرات قانونية من الاتحاد الكروي المحلي، لجأت إدارة الوداد إلى محاميتين سويسريتين ومختصي قانون، لا يملكان من الخبرة في الترافع داخل جهاز "الطاس"، كما هو الشأن بالنسبة للمنافس. الحرب الإعلامية الباردة.. عدم الانسجام وغياب استرتيجية دفاع واضحة عن ملف الوداد، ترك المجال إلى تحاليل إعلامية عبر المنابر المختلفة، تفتقد جلها إلى الدقة القانونية التي تقتضيها حساسية هذا الملف الفريد، المعروض على أنظار "الطاس"، والذي يتتبعه الرأي العام الدولي، ليس فقط من جانب الوداد والترجي. وحتى إن كانت "الطاس" قد بعثت إشارات على أن الملف يسير في المنحى التونسي، برفضها لدفعوات الوداد، بصفة نهائية، مع الاحتفاظ بدفوعات الترجي ومناقشتها، إلا أن "تسويق الوهم" لأنصار الجماهير "الحمراء" ظل مستمرا، في إحالة الملف للجن المختصة ل"الكاف"، الأخيرة التي لم يتبق أمام لجنتها التأديبية سوى إصدار عقوبة خسارة أخد الفريقية للمباراة، علما أن قرار إعادتها تم رفضه من الهيئة التحكيمية السويسرية. التفاؤل الذي ساد من خلال تدخلات دفاع الوداد، بعد قرار "الطاس"، جعل الأخير يذهب للقاهرة من أجل المثول إمام لجنة تأديب "الكاف"، بثقة زائدة، كأن الأخيرة ستمنح اللقب للفريق "الأحمر"، في مقابل صمت تونسي وتريث ملحوظ خلال الأسابيع التي سبق الجلسات الحاسمة. من ورط الوداد ل"الانسحاب" من نهائي رادس؟ قد يكون قرار "الانسحاب" ورفض مواصلة مباراة نهائي 31ماي، من المسببات المباشرة، في خسارة الوداد لقضيته، رغم المسببات التي يراها الطرف المغربي موضوعية لذلك، منها الظلم التحكيمي الذي تعرض له خلال المباراة وغياب تقنية "الفار" خلالها، إلا أن من دفع سعيد الناصيري، رئيس الوداد الرياضي، إلى النزول لأرضية الميدان ومطالبة لاعبيه بالتوقف عن اللعب، هو نفسه من يتحمل مسؤلية هذه النهاية القاسية للملف. وإن كان الحضور التونسي منسجما، من خلال التعاون الثنائي بين الترجي والانحاد المحلي لكرة القدم، فإن على النقيض من ذلك، لم يستفد الوداد من دعم قوي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في شخص رئيسها فوزي لقجع، الذي هو نفسه النائب الثاني لرئيس "الكاف"، حيث غاب الأخير، لأسباب مجهولة، عن اللحظات الحاسمة للملف، بداية بغيابه المفاجئ يوم المباراة النهائية كما أنه لم يحضر مع الوفد المغربي لاجتماع اللجنة التأديبية ل"الكاف"