1. الرئيسية 2. المغرب الكبير الجزائر تترقب الانتخابات الإسبانية على أمل حدوث تغيير حكومي يسحب دعم مدريد للمغرب في قضية الصحراء الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأربعاء 22 مارس 2023 - 16:30 فقدت الجزائر أي أمل لها في امكانية تراجع الحكومة الإسبانية عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، خاصة أن حكومة بيدرو سانشيز قررت زيادة مستوى التعاون مع الرباط في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يشير إلى أن إسبانيا لا تُفكر في العودة إلى الخلف من أجل إرضاء الجزائر وإشعال أزمة جديدة أكثر "خطورة" مع المغرب. غير أن الجزائر لم تفقد آمالها بشكل كامل إلا في حكومة سانشيز، بينما تترقب الانتخابات التشريعية الإسبانية المقبلة في أواخر العام الجاري، على أمل حدوث تغيير حكومي يؤدي في النهاية إلى صعود أحد الأحزاب المعارضة لدفعها من أجل سحب دعم مدريد للمغرب في قضية الصحراء. ويبدو هذا الترقب واضحا في تصريحات المسؤولين الجزائريين، ولاسيما الرئيس عبد المجيد تبون، الذي قال في حوار مع قناة الجزيرة أمس الثلاثاء، بأن موقف إسبانيا من قضية الصحراء والمتمثل في دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، هو "موقف فردي" لحكومة بيدرو سانشيز، ما يعني -حسب المنظور الجزائري- أن تغيير مدريد هذا الموقف والعودة لموقفها السابق يبقى واردا مع حكومة جديدة. وتزداد آمال الجزائر أكثر مع الخطاب السياسي للحزب الشعبي الإسباني المعارض "PP" الذي ينتقد حكومة سانشيز بين فترة وأخرى على الموقف الداعم للمغرب في قضية الصحراء، حيث يعتبر هذا الحزب بأن سانشيز تسبب في قطع العلاقات مع الجزائر وتسبب في خسائر مادية للعديد من الشركات الإسبانية التي تنشط في السوق الجزائرية. وبالرغم من الحزب المذكور لم يُعلن بعد بشكل صريح بأنه في حالة إذا تولى حكومة إسبانيا سيعمل على التراجع عن موقف إسبانيا الجديد الداعم للمغرب في قضية الصحراء، إلا أنه يُعطي إشارات بأنه ضد الخطوة التي أقدم عليها رئيس الحكومة الإسبانية الحالي، وهو الخطاب الذي يُثير إعجاب النظام الجزائري ويزيد من آماله بشأن إمكانية دفع إسبانيا للتراجع عن موقف سانشيز. ويُعتبر الحزب الشعبي المعارض هو من أكثر الأحزاب تمثيلية وشعبية في إسبانيا، وبالتالي يُعتبر هو المنافس الأقوى للحزب العمالي الاشتراكي الذي ينتمي إليه سانشيز، ويُتوقع أن تكون المنافسة قوية بين الطرفين على أصوات المواطنين الإسبان في دجنبر المقبل. لكن فوز حزب ال"PP" برئاسة الحكومة الإسبانية، لا يعني بالضرورة تراجع إسبانيا عن دعمها للمغرب في قضية الصحراء، فحسب عدد من المتتبعين للشأن السياسي في شبه الجزيرة الإيبيرية، فإن الواقع الحكومي يختلف عن الواقع السياسي في المعارضة، وبالتالي يُرجح عدم تراجع مدريد عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء حتى لو تولى الحزب الشعبي للحكم في البلاد. ويرجع هذا الاعتقاد إلى كون أن المغرب وإسبانيا وقعا العديد من الاتفاقيات التي تُلزم البلدين باحترامها، وفي حالة تراجع أي طرف عنها قد يؤدي ذلك إلى أزمات حادة ستُسيء لصورة الحزب الحاكم، وبالتالي فإن السيناريو الأكثر توقعا في حالة إسبانيا، هو توجه الحزب الشعبي في حالة توليه رئاسة الحكومة الإسبانية، الابقاء على قرار دعم المغرب في قضية الصحراء بمبرر أنه ملزم بالاتفاقيات التي أبرمتها الحكومة السابقة التي لا دخل له فيها، وهو الأمر الذي لا يُعتبر مبررا جيدا للجزائر.