1. الرئيسية 2. آراء مُيُوعَة سياسيّة! أحمد إفزارن السبت 31 دجنبر 2022 - 9:33 ■ أحزابٌ ونِقاباتٌ تُمارِسُ التّميِيع.. مُيُوعةٌ سياسيةٌ مُضِرّة بفِئاتِ المُجتَمع.. وكلُّ المِهَنِ أفسَدَها مُتَسيّسُون.. ويُحوّلون الصُّلبَ إلى مَوادَّ مائِعَة.. ولم يَستفِيدُوا مِن أخطائهِم.. وما زالوا يُميّعُون أنفُسَهُم وبَعضَهُم وغيرَهُم.. وكُلَّ مَن يَمُرُّ أمامَهُم.. والتميِيعُ ثقافةٌ سلبيةٌ مُتداولةٌ في مُختلفِ الاتّجاهات، الخُصوصية والعُمومية.. وفي المِهَنِ والحِرَفِ والصّنائع.. وفي الأحزابِ والنّقاباتِ وحتّى بعضِ النُّخَب.. ثقافةٌ تَميِيعيةٌ شائعة.. تميِيعٌ في حياتِنا اليومِيّة بلا حُدُود.. والمُمَيِّعُون والمُمَيَّعُون كثيرُون.. هذا يَعتَدي.. وذاكَ يُعتَدَى عليه.. والكُلُّ داخلُون في التّمييع.. هذا ظالمٌ وذاك مظلوم.. والجميعُ في لُعبةٍ مائعة.. يُمَيِّعون ويَتمَيّعَون، مَيْمَنةً ومَيْسَرة.. ويُلطّخون بعضَهُم بكُلّ السّوائل.. والمُيُوعةُ قد أصبَحت بلا حُدود.. ولا شيءَ ولا فِكرَ ولا طَبعَ يبقَى على حالِه.. والسائلُ نفسُه يتحوّلُ إلى مادّةٍ غريبة.. ولم نعُد نعتادُ ما هو مِنّا وما هو عَنّا غَريب.. ■ ويَتبَختَرُ التّميُّع.. يَظهرُ في الشارعِ العُمُومي، بشكلٍ غيرِ مُعتاد.. والمَجازُ نفسُهُ يتغيّرُ من طريقةٍ لأُخرَى.. والمشهَدُ السّياسي لا يكُفُّ عن تميِيعِ نفسِه بنفسِه.. ويقومُ بتَميِيع الخِطاب السّياسيّ، وتَمريرِه إلى آخَرِين.. والأحزابُ والنّقاباتُ تُقلّدُ بعضَها.. ولا أحدَ منها في صُورَتِه ومَكانِه.. إنها الميُوعةُ في بعضِ المسؤوليات.. ومُيوعاتٌ تُؤذِي مشاعرَ الناس.. وفي هذا يقولُ البيتُ الشّعْرِي: "وما عَجَبٌ أن النّساءَ ترجَّلَتْ ولكنَّ تأنِيثَ الرّجالِ عُجَابُ".. ▪︎وبعدَ تَميِيعِ الأحزاب والنقاباتِ وغيرِها، جاءَ تمييعُ الخِطاب السّياسي، وتَمييعُ قضايا تتطلّبُ الحلُول.. ويأتي تميِيعٌ مَجازيّ هو تحويلُ الحُلولِ إلى مشاكلَ جديدةٍ تعني أنّ حُلُولاً مائعةً تقومُ مقامَها مشاكلُ صَلبةٌ أو غازِيّة.. ولا حُلولَ في في مكانِها، ولا مَشاكلَ في مَوقِعِها.. سَوائلُ غريبةٌ عن المألُوف تتَساوَى مع الصُّلبِ الأغرَب.. ■ أحزابُ التّميِيع... تُجسّدُ المُيوعةَ السياسية، بأشكالٍ وألوانٍ وأنواع.. وبدَلَ المَظاهر، يأتي الخِطابُ المائعُ المًتغَيّر.. خطاباتٌ مُتلوّنة هادفةٌ للتأثِير في الناس.. ومِنها: وُعُودٌ كاذبة.. وما أكثرَ الوُعودَ الزائفة، خاصةً في الانتخابات.. وما أن تنتهيّ الانتخابات، حتى تعُودَ الأحزابُ إلى عاداتِها القديمة: كذِبٌ في كذِب.. وعندما يتكلمُ سياسيون عن تعريفِهم للسيّاسة، يُجيبُون: إنّها فنُّ الكذِب.. ▪︎يُقالُ إن السياسي لا يَستغني عن الكذب، والسّبَب: تسييرُ شؤونِه بسَلاسة، وبلا مشاكل .. ومع ذلك، تساؤلاتٌ لا تتوقّف: هل الكذبُ ضرورةٌ وتقصيرّ حتى في السياسة؟ أليست السياسةُ أخلاقا؟ أين الأخلاق؟ وهل كلُّ السياسيّين يكذبُون؟ وإذا كذبَ بعضُهُم، فهل لتِحقيقِ مصالِحِ بُلدانِهم، أو لأهدافٍ شَخصية؟ أو لِهَدَفِ التأثير في صِناعةِ القَرار؟ ■ مَوسِمُ الكذِب! هو مَوسِمٌ للانتخابات.. الأكاذِيبُ شائعةٌ بين الناخِبين والمُنتخَبِينَ والوُسَطاء.. وفيهِ تُظهِرُ الأحزابُ أنّ الكذِب لا يَستَثنِي أحدًا.. تُحاولُ إثباتَ أنّ الكُلّ كذّاب.. وبلُغةِ التّعميم، تتَحدّثُ الأحزابُ عن الجمِيع.. وتُبلِغُ خطابًا سلبيّا إلى كلّ البلَد.. فما هذا؟ وهل فِعلاً، كُلُّ البلَد؟ أهذا مَعقُول؟ أليست في البلَد استِثناءات؟ أليس التّعميمُ في ذاتِه كذِبًا على الناس؟ ها هي الانتِخاباتُ كَذِبٌ على كذِب.. ▪︎وفي المُرشّحين مَن يَستخِفُّون بالعقُول، ويقُومونَ بالتّدليس على الناس.. يُقالُ إنّ الكذِب الانتِخابي، يَختلفُ عن أنواعٍ أخرى منَ الكذِب وفيهَا الصيادُ والمُحارِب: الاثنان يعتقِدانِ أنهما كانا وحِيديْن، لَم يرَهُما أحد.. بينَما الكذِبُ الانتخابيّ مَرئِيّ، أمام كُلّ الأنظَار.. هذه قصةٌ تُحكَى.. والكذبُ مهما كانَ في الخَفاء، يأتِي وقتٌ للانكِشاف.. والكذِبُ في ذاتِه مُيوعة.. مُيوعَةٌ مَفضُوحة.. * في الليلِ والنّهار.. ■ بلادُنا مُقبلةٌ على تطويقِ هذه المُيوعة.. وإنهاءِ التّميِيع الذي طالَ حتى الثقافة.. لدرجةِ أن أصبحت عندَنا حتى ثقافاتٌ مائعة.. ثقافةُ التميِيعِ تستهدفُ حتى المثقّفين باللوم والتقريع على دورهم في إغراقِ "الثقافة" في أوحَالِ المِهرجاناتِ ذاتِ الأبعادِ السّلبيّة.. وتُساهمُ في تراجُع الثقافةِ الحقّة، بدلَ تطويرِ المَورُوثِ الثقافي، ومعهُ التوعيةُ الوَطنيّة والإنسانيّة، والإنعاشُ الأخلاقي والتّعايُشِي.. إنّ بلادَنا أهلٌ لمُكافَحة كلّ ما هو تَميِيع، حفاظًا على القِيّمِ العلاقاتية في الداخِل، والتفاعَليةِ إيجابيّا مع العالَم.. وبهذا نُفِيدُ ونَستَفِيد.. [email protected]