بعد مرور عامين من عودة المواجهات بين ميليشيات "البوليسايو" والقوات المغربية في منطقة الصحراء، فقدت الجبهة الانفصالية أي أمل في الاقتراب من جديد من معبر "الكركرات" الحدودي مع موريتانيا، بعدما كان أتباعها قبل سنة 2020 يستخدمونه كنقطة للضغط على المغرب وعرقلة الحركة التجارية بين المملكة المغربية وبلدان غرب إفريقيا. وأكدت مصادر إعلامية موالية لجبهة "البوليساريو"، في هذا السياق، أن المغرب عزّز سيطرته على المنطقة المحيطة بمعبر "الكركرات"، ببناء قواعد عسكرية بالمنطقة، مشيرة إلى أن عناصر "البوليساريو"، لم تستطع الاقتراب من المعبر منذ قيام المغرب في 15 نونبر من سنة 2020 بطرد الموالين للجبهة الذين كانوا يقطعون المعبر ويمنعون عبور شاحنات نقل البضائع. ووفق ذات المصادر، فإن ميليشيات "البوليساريو" قامت بآلاف عمليات القصف ضد القوات المغربية على طول الجدار الأمني الذي بناه المغرب في منطقة الصحراء قبالة المنطقة العازلة، منذ منتصف نونبر 2020، إلا أنها لم تُحقق أي تقدم على الميدان، واضطرت للتراجع بعيدا عن معبر "الكركرات" دون أمل في العودة. ويوم الثلاثاء القادم يكون قد مر سنتان بالتمام والكمال على عملية تحرير معبر "الكركرات" من طرف القوات المغربية، حيث تم ذلك في صبيحة الجمعة 15 نونبر 2020، على إثر قيام فرقة من القوات المغربية بطرد جميع الموالين ل"البوليساريو" من المنطقة وإحراق الخيام التي نصبوها لمواصلة قطع لحركة العبور بالمعبر المذكور. وكانت "البوليساريو" قد لجأت إلى أسلوب إرسال الموالين لها إلى المعبر الحدودي، بدعوى الاحتجاج على المغرب، ثم ما فتئ أن تحول الأمر إلى محاولة لتهجير أعداد من الأشخاص إلى المنطقة، فيما يُشبه استيطانا مخططا له، وقد دام الأمر لعدة أسابيع قام فيه الموالون للجبهة الانفصالية بقطع الطريق وإيقاف عبور الشاحنات بين المغرب وموريتانيا، مما أدى إلى تناقص البضائع والمنتوجات المغربية في أسواق موريتانيا وتأثر بلدان أخرى في غرب إفريقيا. وبالرغم من التحذيرات المغربية وتنبيهات الرباط التي تم توجيهها إلى العالم والأمم المتحدة، إلا أن عناصر "البوليساريو" تمادوا في أفعالهم، ليقوم المغرب بعملية عسكرية صبيحة الجمعة 15 نونبر 2020، وبعد ساعات قليلة أعلن القوات المسلحة الملكية المغربية أن معبر "الكركارات" قد تم تطهيره بالكامل وتم فتحه من جديد في وجه حركة نقل البضائع. ولجأت جبهة "البوليساريو" بعد ذلك، مدعومة بالجزائر، إلى مطالبة المنتظم الدولي بالتدخل ومطالبة المغرب بإبعاد قواته عن معبر "الكركارات" بدعوى أنه يقع في المنطقة العازلة بالصحراء، إلا أن رد الرباط كان واضحا بأن لا رجعة عن المعبر الحدودي المغربي، وفق ما جاء على لسان الملك محمد السادس في إحدى خطاباته.