يبدو أن تصريحات الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، حول "تسوية الخلاف المغربي التونسي" لم تكن دقيقة" بما يَكفي. مصادر خاصة، أكدت ل"الصحيفة" أن تصريحات أبو الغيط حول "تسوية الخلاف المغربي التونسي" الذي نشأ على خلفية مؤتمر "تيكاد-8" بعد استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، قد تم "تحويره وفُهِمَ بشكل غير دقيق". وأشارت ذات المصادر أن "الخلاف المغربي التونسي حول تصرف قيس سعيّد مازال قائما". وشدّدت ذات المصادر "أن الجانب التونسي لم يوضح موقفه بشكل صريح من قضية الصحراء المغربية، وبالتالي فأسباب الأزمة مازالت قائمة". وأكدت مصادر "الصحيفة" أن الخلاف الذي تحدث عنه الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط والذي تم تسويته بعد لقاء وزيري خارجية المغرب وتونس لمدة ساعة داخل أروقة الجامعة العربية، يعود إلى النقاش الحاد الذي كان أمس الإثنين بين المندوب الدائم للمغرب بالجامعة العربية ونظيره التونسي حول تضمين البيان الختامي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 158 الإشادة بمخرجات مؤتمر "تيكاد-8" الذي عُقد بتونس وشهد توترا بين العديد من الدول الأفريقية والدولة المستضيفة لهذا المؤتمر، وهي تونس بسبب غياب المغرب عن هذا المؤتمر الذي يُعقد بشراكة مع اليابان. وحسب المعطيات، فإن تونس كانت ترغب في تضمين البيان الختامي الإشادة بالمؤتمر ومُخرجاته، بما أنه أقيم في دولة عربية، وهو ما عارضه المغرب لما عرفه هذا المؤتمر من خلافات بسبب حضور جبهة البوليساريو الانفصالية، مما تسبب في تلاسن وتبادل للاتهامات بين المندوب المغربي ونظيره التونسي، لتقرر الرئاسة تأجيل البث في هذه النقطة إلى حين اجتماع وزراء خارجية الدول عوض المندوبين الدائمين، وهو ما جرى اليوم الثلاثاء، في القاهرة. هذا، وتضيف ذات المصادر أنه ولتذويب الخلاف وتقليص الهوة التي بدت تتسع بين المغرب وتونس رتبت رئاسة الجامعة العربية بتدخل بعض الدول العربية لقاء بين وزيري الخارجية المغربي ونظيره التونسي، لمدة تزيد عن الساعة، تم خلاله "تسوية" هذه النقطة، والتفاهم حول توصيفها في البيان الختامي، وهو ما أشار إليه أبو الغيط في تصريحه وتلقفته وسائل الإعلام بشكل غير دقيق أو بتحليل بعيد عن المقصود. وكان الأمن العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قد أكدت زوال اليوم، رفقة نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية أن الخلاف بين تونس والمغرب على خلفية مؤتمر "تيكاد-8" قد تم تسويته، بعد أن عقد لقاء ثنائي بين وزيري خارجية البلدين، خلال الاجتماع التشاوري. وكان خلاف ديبلوماسي حاد قد نشأ بين المغرب وتونس بعد استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، على خلفية احتضان تونس لمؤتمر "تيكاد-8" الذي يجمع عادة الدول الإفريقية واليابان لتمويل مشاريع في القارة. وكان المغرب قد قام باستدعاء سفيره في تونس للتشاور، وهو ما أقدمت عليه تونس أيضا، لتدخل العلاقة بين البلدين في خلاف ديبلوماسي وإعلامي حاد.