أعلنت الجزائر اليوم الخميس، أن فرق الإطفاء داخل البلاد تواجه حاليا 118 حريقا اندلعوا في غابات موزعة على 21 ولاية، وأن الرئيس عبد المجيد تبون دعا إلى التعبئة لمكافحة هذه الحرائق عبر إرسال الدعم المادي والبشري للمناطق التي نشبت فيها الحرائق. وسجلت الجزائر إلى حدود اليوم الخميس حوالي 40 حالة وفاة جراء الحرائق في ولايات الطارف وسطيف واتلاف أكثر من 14 ألف هكتار من الاحراش وأزيد من ألف هكتار من الثروة الغابوية في ولايات الطارف وسطيف وسوق اهراس وجيجل وسكيكدة وتيبازة. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية "وأج"، فإن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تلقى التعازي من طرف عدد من الرؤساء، على رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي أرسل برقية تعزية لتبون، وقبله الرئيس التونسي قيس سعيد الذي هاتف تبون وأبلغه تعازي الشعب التونسي للجزائر جراء ضحايا الحرائق. وتعود الحرائق من جديد إلى الجزائر خلال الصيف الجاري في سيناريو يقترب من السيناريو المروع الذي عاشته البلاد العام الماضي في نفس الفترة، عندما اندلعت حرائق ضخمة في غابات منطقة "القبائل"، وهي الحرائق التي أدت أنذاك إلى مصرع أكثر من 90 شخصا من ضمنهم 23 عنصرا من الجيش الجزائري. وعلى عكس العام الماضي، فإن الجزائر خلال هذه السنة اكتفت بإعلان عن اشتعال الحرائق في العديد من غاباتها وسقوط عدد من الضحايا دون أن توجه أي اتهام للمملكة المغربية، في حين أن الرئاسة الجزائرية كانت قد وجهت اتهاما للرباط بالتورط في الحرائق التي عرفتها البلاد العام الماضي. وكان هذا الاتهام الجزائري للمغرب، من الأسباب التي اعتمد عليها النظام الجزائري العام الماضي ل"عادة النظر" في العلاقات مع المملكة المغربية، وقراره بتعليق كافة الروابط الدبلوماسية بين البلدين، رغم عدم تقديم أي دليل يؤكد تورط المغرب في الحرائق التي عرفتها البلاد. ويتضح من خلال حرائق السنة الجارية، أن الاتهامات الجزائرية للعام الماضي كانت باطلة وتدخل فقط في أساليب النظام الجزائري الذي يلجأ لاستغلال العداء مع المغرب لتوجيه الأنظار عن الداخل، أما الحرائق فهي أحداث طبيعية تحدث في كل بلد بفعل العديد من العوامل والأسباب أبرزها الحرارة المفرطة خلال فصل الصيف. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن المغرب يعرف خلال فصل الصيف الجاري حرائق عديدة أتت على مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي، آخرها غابة "كدية الطيفور" بضواحي مدينة المضيق، والتي كان من نتائجها مصرع 3 من عناصر الاطفاء.