قالت الفوضية العامة للهجرة والحدود الإسبانية، في تقرير حول الهجرة غير النظامية، أن إسبانيا استقبلت خلال الاشهر السبعة الأخيرة من يناير إلى متم يوليوز من العام الجاري، أكثر من 17 ألف مهاجر سري، مشيرة إلى أن المغاربة والجزائرية يُمثلون 60 بالمائة منهم. وحسب ذات المصدر، فإن عدد الواصلين إلى إسبانيا خلال الفترة المذكورة ارتفع بحوالي الضعف مقارنة بما تم تسجيله خلال العام الماضي في نفس الفترة، مشيرا إلى استعمال المهاجرين العديد من منافذ العبور، كالهجرة انطلاقا من السواحل الاطلاسية الإفريقية، أو من السواحل المتوسطية وبالخصوص من الجزائر والمغرب، إضافة إلى معبري سبتة ومليلية. وبلغة النسب، فإن المغاربة يأتون على رأس المهاجرين غير النظاميين الأجانب الذين دخلوا إلى التراب الإسباني ما بين يناير ومتم يوليوز من سنة 2022، بنسبة 41,6 بالمائة، متبوعين بالجزائريين بنسبة 15,83 بالمائة، ثم الغينيين في المرتبة الثالثة بنسبة 8,62 بالمائة والسينغاليين في المرتبة الرابعة بنسبة 8,58 بالمائة، وتتوزع باقي النسب على جنسيات أخرى كالكوت ديفوار ومالي. وتشير هذه الأرقام والنسب إلى عودة ظاهرة الهجرة غير النظامية لتستفحل من جديد انطلاقا من السواحل الافريقية نحو السواحل الأوروبية خلال السنة الجارية، بعد تراجع ملحوظ خلال السنتين الماضيتين بسبب وباء كورونا وإجراءات حظر التجول. ويرجع أسباب ارتفاع عدد المهاجرين المغاربة الواصلين إلى إسبانيا خلال السنة الجارية، بالنظر إلى القرب الجغرافي الذي يلعب دورا كبيرا في دفع الكثير من الشباب إلى المغامرة بالهجرة إلى الضفة الأخرى على متن القوارب أو السباحة الحرة إلى سبتة ومليلية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي اتفقوا مؤخرا على ضرورة إتخاذ استراتيجية جديدة في التعامل مع تدفقات المهاجرين، وقد تم الاتفاق على التنسيق الثلاثي من أجل مكافحة هذه الظاهرة التي يعاني المغرب بدوره منها. ومن أبرز ما تم الاتفاق عليه، هو التركيز على محاربة الشبكات الإجرامية المتخصصة في تهريب البشر، حيث تم تحميلها المسؤولية الأكبر في التدفقات الكبيرة للمهاجرين الذين يأتون من دول جنوب صحراء إفريقا نحو المغرب بغية الهجرة إلى إسبانيا وباقي بلدان أوروبا.