شهدت منطقة الصخور المعروفة ب"ليروشي" برأس الماء، أمس الاثنين، حادثة مأساوية تتمثل في وفاة شاب ينحدر من مدينة بركان غرقا. لكن خلف هذه الوقاة قصة درامية مثيرة. محمد شاب في 28 من عمره، يهوى السباحة حدَّ الجنون، يعيش رفقة أمه وأبيه، بمدينته بركان، بينما اشقاؤه مهاجرون بالديار الأوروبية. تحصل محمد على عقد عمل بفرنسا، وهو حلم تحقق بالنسبة له، بعد مجهودات بذلها لهذا الغرض، فشرع في جمع أغراضه، حيث كان يعتزم مغادرة التراب الوطني يوم غد الأربعاء. صبيحة الاثنين، أراد محمد وداع البحر الذي يعشق السباحة فيه، شاطئ "ليروشي"، فقرر التوجه للقيام بعمليات غطس هي الأخيرة قبل المغادرة. وكان محمد قد دعا بعضا من أقاربه لعشاء نفس اليوم بمنزله قصد توديعهم، لكن قبل ذلك تواجد برأس الماء وتحديدا حيث أراد القدر أن يلقى ربه. دخل محمد التوداني للغطس ب"ليروشي" رفقة صديق رافقه لهذا المكان، وهنا كتب الله نهايته فوق الأرض؛ تيار قوي في واد تحت البحر معروف بالمنطقة جرف محمد بقوة. حاوَلَ الصديق إنقاذ محمد، لكنه لم يفلح، ليدخل إلى أعماق البحر، قبل أن يستخرج منقذو الوقاية المدنية جثمانه من تحت الماء، في مشهد كئيب، بحضور أفراد من عائلته. توفي محمد ليذكرنا بأن الدنيا قضاء وقدر، ولن نحقق إلا ما كتبه الله لنا، ولا تدري نفس بأي أرض تموت. اريفينو، وإذ تورد ما سبق فإنها تتقدم بأحر التعازي لأسرة محمد التوداني، وتسأل الله أن يرزق عائلته وأصدقاءه جميل الصبر والسلوان، وأن يغفر له ويرحمه ويعفو عنه.