( فويرتي / Fuerte ) أو الثكنة العسكرية المسماة باسم ماريا كريستينا ، بنيت عام 1894 بعد إثني عشرة سنة من تاريخ ميلاد الزعيم البطل الريفي ( مولاي محند ) ( ميس نعبكريم ) محمد بن عبد الكريم الخطابي الورياغلي، فجاء موقعها محاذيا للحدود الشمالية لمليلية ، وهي عبارة عن حفرة دائرية إنطلق البناء من داخلها ليستوي السطح الاول للبناية مع سطح الأرض المرتبط بالبناية من خلال قنطرة تربط الباب الرئيسي والوحيد بالواجهة الامامية، مع ترك فراغ من خمسة امتار من جميع النواحي بين جدار الحفرة وجدران البناية الثكنة، ثم يليها طابق علوي وأبراج المراقبة الدائرية. هذه الثكنة مشهورة تاريخيا بالكثير من الاحداث، وتأتي على رأسها عملية سجن الزعيم الخطابي بداخله بعد أن توترت العلاقة بينه وبين سلطات الإستعمار الإسبانية الإجرامية ، على خلفية شيوع خبر مرض الأب عبد الكريم بفعل تسمم ساهم فيه العسكر الإسباني حسب مصادر تاريخية متعددة ومتطابقة، ومنها تم تنفيذ عملية هروب الخطابي التي خطط لها أعيان المقاومة المحلية لقبيلة مزوجة ( إفرخنن – آيث شيشار – آيث بويفار – آيت سيذال – وزعامات من الناظور ) ، والتي كانت على علاقة بالزعيم الخطابي الذي كان يشتغل مدرسا وكاتبا وقاضيا ومتحدثا باسم الآهالي الريفيين بالمدينة . وبداخل هذه الثكنة تم قتل أحد الجنرالات ” الفزاعة ” الإسبان بعد أن تجرأ على جر جنوده من ثكنة كملوس ( Camellos ) إلى المكان لفك الحصار الذي فرضه المجاهدون بتطويقهم الثكنة من كل الجهات تقريبا، وهو الجنرال ماركايو ( Margallo ) وبرصاصة مصوبة إلى رأسه بعد ان فكر بإخراج مدفعين إلى الخارج لتخفيف الضغط على القافلة العسكرية والإمدادات التي كانت تتجه نحو الثكنة في غياب تام للإتصالات التي تم قطعها ، وقد جرت هذه المواجهة التي وحسب المؤرخ الإسباني ، لم ترقى في نظره إلى مستوى معركة، بين يوم 27 و28 أكتوبر 1909 ، مخلفة ورائها أشلاء الجنود الإسبان الغزاة، كما تركت تسميات لأماكن حدثت فيها مجازر مثل قصبة الموت فوق الحي اليهودي ( بقيت منها آثار قليلة حاليا بسبب الزحف العمراني ) ، تسميات تنكر لها التاريخ الرسمي الإسباني المحيط بالعسكرية، لما تحمل من بريق للهزائم التي مني بها أبطال كوبا بالريف ، كما عملت المعركة أيضا على ترقية الكابيتان بيكاسو الذي أصبح جنرالا بعد عام فقط ، وقد إنتهى جامدا في معركة أنوال إحدى عشرة سنة بعد تسلمه ميدالية الجنرال ( أنوال بالأمازيغية تعني كوزينا ) . وجدير بالذكر أن نشير إلى أن الترقيات التي كانت تحصل لضباط الجيش الإسباني إستخلاصا من تاريخه الحافل بالهزائم، كانت تحصل عندما يغيب الخصم ( الأشداء من أجدادنا رحمهم الله ) عن المعركة لأسباب فلاحية ، فيتم توشيح صدور ضباط الشوكولاطا بالميداليات التي فاضت بها المؤسسة العسكرية لكثرة الهزائم وانعدام مستحقيها .