أثار تدخل سفير المغرب بالأممالمتحدة عمر هلال، غضب الجارة الشرقية الجزائر، بسبب إثارته لقضية "القبايل" خلال المؤتمر الإقليمي للجنة ال24 في سانت لوسيا. الرد الجزائري أمس، جاء على لسان من تسميه ب"المبعوث الخاص المكلف بمسألة الصحراء الغربية وبلدان المغرب العربي" بوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عمار بلاني، والذي هاجم هلال، ووصف تصريحاته ب"غير المسؤولة والمثيرة للسخرية"، متهما إياه ب"المساس بالوحدة الوطنية للشعب الجزائري". وعقب إثارة هلال لقضية "القبايل" في الجزائر، استغل بلاني قضية معتقلي حراك الريف، وقال في هذا السياق، "ولدى قراءتنا للتفاهات التي جاء بها السفير المضحك لا يسعنا سوى التفكير في مصير آلاف سكان منطقة الريف بالمغرب السلميين الذين يقبع زعماؤهم في زنزانات المملكة". ردّ عمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة على السفير الجزائري لدى الأممالمتحدة، نادر العرباوي، الذي أعاد مطالب بلاده بما وصفه ب "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، وكذلك بشأن تصريحاته تجاه المملكة، خلال المؤتمر الإقليمي للجنة ال24 في سانت لوسيا، بتذكيره بأنه "مبدأ كوني ولا يقبل قراءة مجتزأة". وخاطب هلال السفير الجزائري بنبرة لاتخلو من تحدي بالقول: "أنتم تطالبون بتقرير المصير ل20 ألف شخص تحتجزونهم في مخيمات تندوف، لكنكم تصادرون حق سكان يبلغ عددهم 12 مليون نسمة"، مذكرا إياه بأن "شعب القبائل خضع للاستعمار العثماني ثم الفرنسي والآن الجزائري"، معربا عن أسفه لكون الأمر يتعلق بأطول احتلال في تاريخ إفريقيا، ومتسائلا، لماذا لا تسمح الجزائر لشعب القبايل بتقرير مصيره والتعبير عن نفسه واختيار مصيره بحرية، على غرار ما تطالب به لسكان مخيمات تندوف. علاوة على ذلك، وردا على تصريحات السفير الجزائري بشأن وضعية حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، استنكر الدبلوماسي المغربي الانتهاكات المتعددة لحقوق الإنسان في الجزائر، مشيرا إلى أن عشرات البيانات الصادرة عن مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان تندد بالاعتداءات التي تطال الحريات الأساسية في هذا البلد، الذي يلاحقه سجل مظلم لحقوق الإنسان.