سقوط ثاني مواطن مغربي في سوريا شكوك حول وفاة ثالث والمخابرات الإسبانية قلقة من تنامي التهجير نحو سوريا لقي مواطن مغربي متحدر من مدينة سبتةالمحتلة ويدعى مصطفى محمد، مصرعه في المعارك الدائرة في سوريا بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية التابعة للرئيس بشار الأسد، وترجح المخابرات الإسبانية أن يكون ضحية ثالث يدعى مصطفى محمد العياشي، لقي بدوره المصير ذاته، وتبدي تخوفا من أن يتحول خبر مقتل هؤلاء إلى «محفز لاستقطاب المزيد من المجاهدين المغاربة» في مليلية وسبتة المحتلتين. وأوردت جريدة إلباييس في موقعها الإلكتروني، الأربعاء الماضي، أن مصطفى محمد 24 سنة، وكان يعمل سائقا بسبتةالمحتلة، الضحية الثاني من أصول مغربية الذي يلقى حتفه في المواجهات الدائرة في سوريا بعد انضمامه إلى الجيش السوري الحر. وكشفت المصدر ذاته أن زوجة مصطفى محمد تلقت مكالمة هاتفية من سوريا تبلغها «بوفاة زوجها وأنه جرى دفنه هناك»، وجرى تقديم العزاء إلى العائلة في جو مهيب، حضره أقرباء وأصدقاء الراحل. من جهة أخرى، تبدو المخابرات الإسبانية في حيرة من أمرها بسبب توالي حملات تهجير مواطنين من سبتة ومليلية المحتلتين صوب سوريا عبر تركيا، من لدن جماعات أصولية ترى أن الجهاد ضد نظام بشار الأسد واجب شرعا، وتتخوف السطات الإسبانية من أن تطول يد هذه الجهات المتشددة الأراضي الإسبانية مستقبلا عند عودة مقاتيلها من سوريا، كما حدث مع «مجاهدي» العراق من أصول مغربية في وقت سابق. وفي الوقت الذي تلتزم فيه السلطات المغربية الصمت إزاء تنامي شبكات تهجير مقاتلين من أصول مغربية صوب سوريا، خاصة وأن عددا منهم يقطنون شمال المغرب، تتحرى السلطات الإسبانية في الرؤوس الكبرى التي تستقطب شباب مغاربة للقتال في سوريا. وينتاب السلطات الأمنية الاسبانية قلق شديد بشأن توجه هؤلاء الشباب من أصل مغربي إلى «الجهاد» في سوريا، و أوردت يومية إلباييس على لسان مسؤول أمني إسباني «أن مقتل هؤلاء الشباب بالإضافة إلى كونه مأساة، فإنه قد يحول إلى المدينة مشتل خصب وخطير لاستقطاب مجاهدين آخرين». ويرى المصدر ذاته أن شبابا من الأحياء الفقيرة في سبتة، من حليقي الرؤوس الذين تبدو عليهم مظاهر الانتماء إلى الجماعات الأصولية المتشددة، يبلغون 80 ألفا، ويعتبرون محمد ورشيد، بطلين ينبغي الاقتداء بهما، لذا تحقق الاستخبارات الداخلية الإسبانية فيما إذا كانت جماعة الهجرة والتكفير، التي تتمتع بنفوذ قوي في مدينة سبتة، هي التي تقوم باستقطاب الشباب من أصول مغربية للتوجه إلى سوريا، وهو ما تأكد من خلال وجود عدد من التابعين لها، ضمن اللائحة التي حصرتها المخابرات الإسبانية، وتضم أشخاصا غادروا المنطقة شهر أبريل الماضي صوب تركيا قبل أن يتسللوا إلى التراب السوري بدعم من الجيش السوري الحر. من جهة أخرى، تفيد إلباييس أن جهاز الاستخبارات الإسبانية «السيني» يرجح أن يكون مصطفى محمد العياشي، )30 سنة(، الذي يرجح موته في معارك بدمشق، يعد ثالث الضحايا المغاربة، المتحدرين من سبتةالمحتلة، الذين توجهوا إلى سوريا للقتال إلى جانب الجيش السوري الحر في شهر أبربل الماضي، كما أكدت زوجة الضحية الأول رشيد وهبي، الذي لقي حتفه في شهر ماي، لوسائل الإعلام الإسبانية، أن مصطفى محمد، الذي تأكد مصرعه في سوريا هذا الأسبوع، هو الذي هاتفها في وقت سابق ليحيطها علما بوفاة زوجها. رشيد باحة