ثورة عمال المناجم الإسبان الذين تتمركز غالبيتهم العظمى في أقاليم شمال غرب البلاد لم تهدأ رغم مرور أسابيع على اندلاعها، بل تتجه يوما بعد يوم إلى تصعيد أكبر.العمال الذين يرفضون خفض الحكومة المساعدات لقطاعهم من 301مليون يورو إلى111 فقط يسيرون منذ الثاني والعشرين من يونيو من شمال غرب البلاد باتجاه العاصمة مدريد للتعبير عن رفضهم التقشف الذي يدمِّر مستوى معيشتهم ، قطعوا مئات الكيلومترات (400كلم) في مسيرة مشيا على الاقدام (المسيرة السوداء) فكان باستقبالهم الألاف من المواطنين الاسبان عند مدخل العاصمة فانتظموا في مسيرة ضخمة جابت شوارع مدريد . فقد عبر عمال مناجم الفحم بالسير في معركتهم حتى النهاية ، و نحو تحقيق مطالبهم العاجلة، و الايقاف لكل قرارات التي تحكم على عمال المناجم المضربون منذ شهرين لا سيما ان المناجم تؤمن حياة 30 الف عامل مباشرة او غير مباشرة بالتشريد شهران مرا الآن على بداية الاضراب الذي يشنه عمال المناجم الاسبان في الحوض المنجمي بمنطقة استورياس شمال البلاد. غير أن التصعيد بين المحتجين ورجال الامن وصل الى مواجهات عنيفة بين الطرفين ادى الى عدد من اصطدامات رشق بالحجارة و القاء مقذوفات مختلفة وزجاجات فيما ردت قوات الحرس المدني الاسباني الذين ارتدوا الخوذات والدروع على المتظاهرين بالرصاص المطاطي فأصيب 76 شخصا فأوقفت الشرطة ثمانية اشخاص في حين كان الحشد يتجمع امام وزارة الصناعة في إعتصام مفتوح ، فكل المؤشرات تدل على حجم الازمة التي تتجهت نحو التصعيد . أحد المحتجين يشرح الموقف قائلا: “نطالب بتنفيذ اتفاقية ديسمبر/كانون الأول لعام ألفين وستة. الاتفاقية موقَّعة منذ ألفين وستة، وما عليهم إلا أن يفعِّلوها ويحترموها لا أكثر. هذا كل ما نريده. ولا نطلب رفع الأجور". احتجاجات عمال المناجم تحولت خلال الأيام الأخيرة إلى اشتباكات شبه يومية تُستخدم فيها صواريخ تقليدية الصنع للرد على القنابل المسيِّلة للدموع التي تطلقها قوات الأمن.حكومة ماريانو راخوي اليمينية لا تملك هامش مناورة يسمح لها بتهدئة الأجواء بل هي مضطرة لإعلان إصلاحات جديدة تزيد في شد الأحزمة على البطون، من بينها الزيادة في نسبة الضريبة على القيمة المضافة. واكدت حكومة راخوي حتى الان انها لا تعتزم العودة عن قرارها تقليص الدعم لمناجم الفحم من 301 ملايين يورو في 2011 الى 111 مليونا هذه السنة . النقابات العمالية دعت العمال المضربين الى ضبط النفس والتعامل مع الامر بحكمة دون اللجوء الى العنف.